لا جدال في أن النشيد الوطني رمز من رموز الدولة الموريتانية التي لا يطاله الهوان ولا تبلغه أيدي التطاول ولا ينظر إليه بعين الجهوية حيث تحرسه روح المواطنة وانتماء أبناء الوطن لبلدهم، لكن النشيد لأي دولة هو تلك الأنشودة الحماسية التي تجمع مبادئ الشعب وتبث فيه روح الوحدة وتذكره بأمجاده وأمجاد أجداده ويمس من القضايا الوطنية الكبيرة.
إن النشيد الوطني شعار من شعارات الوطن الكبرى ويمثل الوطن في مختلف المحافل الدولية وله مكانته العظيمة في نفوس أبناء الوطن، وقد طرحت مسألة تغيير النشيد الموريتاني في أكثر من مناسبة، ويكاد يجمع المثقفون وأصحاب الرأي في موريتانيا على أنه آن الأوان لاستحداث نشيد وطني يملك دلالات وطنية تجمع الخصوصيات الاجتماعية والثقافية المختلفة للمجتمع الموريتاني، وأصبح من الضرورة أن يستحد نشيد وطني يواكب مستجداة العصر وقضايا الوحدة الوطنية الراهنة وإملاءات الضمير الجمعي والأخلاق الحميدة ويعيد اللحمة الطونية ويكرس مبادئ الوحدة الوطنية.
وتبدو عملية تغيير النشيد الوطني أمرا عاديا لا يخالف الشرع ولا يجانب العرف الاجتماعي ولا سلم العادات والتقاليد، حيث تملي الظرفية الراهنة على المجتمع الموريتاني أن يدعم وحدته من خلال إعادة بناء رموز الوطن.
وهنا نتساءل هل ءان الأوان أن نغير نشيدنا الوطني الذي يحمل بركة كبيرة وله قيمة ثقافية لا يستهان بها؟
اتلانتيك مييديا