
أثبت ولد عبد العزيز خلال مأموريته الأخيرة أنه يستحق مأمورية ثالثة؛ بعد ما أنجزه الرجل من انجازات قيمة في فترة وجيزة.
فحين نتساءل اليوم من هو الرئيس الذي نزل من سيارته للتطلع على أحوال المواطنين وأنقذ مواطنا ضعيفا من قبضة السلطات ، ومن هو الرئيس الذي أفطر بين ساكنة الأحياء العشوائية في رمضان ، ومن هو الرئيس الذي أعطى للأئمة مكانة عظيمة وأجتمع بشباب أنتم الأمل وأعاد الثقة فيه بموافقته على إنشاء مجلس أعلى للشباب، وفتح قناة للمحظرة لتدريس علوم القرءان والفقه وعلوم اللغة؟
ومن هو الرئيس الذي أمر الحزب الحاكم بتدريس اللغات الوطنية وإفتتاح أقسام لدعم الوحدة الوطنية ودعم التقارب بين فئات الشعب الموريتاني؟ .ومن هو الرئيس الذي جرّم العبودية في الدستور وساعد سكان آدوابه للقضاء على مخلفاتها؟
ومن هو الر ئيس الذي منح موريتانيا مكانة كبيرة في المحافل الدولية وأقنع العالم بتبؤ الموريتانيين لمراكز دولية كبرى في عهده ؟.
ومن هو الرئيس الذي أنجز لموريتانيا مطارا دوليا متميزا باعتراف من الجميع ومن هو الرئيس الذي طرد السفير الإسرائيلي جهارا نهارا؟
إنه رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز الذي أستطاع أن يؤسس الدولة بإنجازات ملموسة على أسلوب جديد بعيدا عن المحاباة .
ولسنا هنا لحصر انجازات الرجل فحسبنا أن الظروف الحالية تقف إلى جانبه وتساند نجاحه وتثبت أحقيته بالبقاء، لكن بعض الإنجازات التي عملها الرجل ستبقى خالدة في أذهان المواطنين المخلصين لموريتانيا بعيدا عن أهواء الذين لا يعترفون بالفضل لذويه، ويكفي إضافة أن عاصمة موريتانيا لم يك بوسعها أن تستضيف رئيسين في نفس المكان، لكنها وبفضل إنجازات ولد عبد العزيز أصبح لديها عدة فنادق تستوعب أكثر من وفد رئاسي في نفس المكان والزمان.
وحين نعود إلى الحديث عن الدستور فإن مسألة الاستفتاء على الدستور تبدو واقعية ومنطقية، فكما قد وضع الدستور أصلا من قبل بعض الخبراء والمنظرين القانونيين يمكن أن يعاد فيه النظر من نفس الخبراء ليتناسب مع الظروف الحالية، ومن المرجح أنه حين تتم المصادقة على تغيير الدستور فإن ولد عبد العزيز سيمنح للمعارضة إدارة اللجنة الوطنية لمراقبة الانتخابات، وهي خطوة سيثبت من خلالها أنه رجل المرحلة من دون منازع وسينجح متفوقا في تلك الانتخابات التي تحرسها معارضته.
إن بناء مشروع دولة عصرية كتلك التي يريد ولد عبد العزيز ليس بالأمر الهين، بل ويتطلب وقتا كبيرا لذلك، حيث يتطلب إصلاح التعليم وحده مأموريتين، بينما يتطلب إصلاح الصحة مأمورية ثالثة، إن المشروع الذي جاء به ولد عبد العزيز يفرض عليه أن يمنح وقتا إضافيا لينجز ما تبقى من أعمال جبارة ستدفع عجلة التنمية إلى الأمام وتمنح الحياة السعيدة للمواطن الموريتاني.
اتلانتيك ميديا