يعتبر الوزيرالامين العام لرئاسة الجمهورية الدكتور ملاي ولد محمد لغظف الشخصية الثانية في الرئاسة، كما تعتبر رسالته التي أرسل للمعارضة رسالة مباشرة من رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز وتمثل استعداده للحوار،ثم إن اختيار ملاي ولد محمد لغظف لقيادة الحوار رفقة الأستاذ سيد محمد ولد محم رئيس الحزب الحاكم الممثل الأول لبرنامج رئيس الجمهورية ورئيس الأغلبية الشيخ عثمان ولد أبو المعالي يحمل دليلا قاطعا على أن النظام جاد في الحوار ويأخذه على محمل الجد، ثم إن اختيار ولد محمد لغظف لم يأت من باب الصدفة بل هو الشخص الذي وقع عليه الإتفاق سلفا بين قطبي النظام والمعارضة.
والغريب في الأمر أنه لما أرسل ولد عبد العزيز رسالة الحوار من خلال ولد محمد لغظف إلى جميع أحزاب المعارضة لم تستجب المعارضة، لطلبه ولم تبدي موقفا وبدأت تقلل من شأن هذه الرسالة، واعتبرت أن هذه الرسالة هي رسالة ساخرة، وقد سبق لولد عبد العزيز أن أبدى استعداده التام لكل ما تريده المعارضة إن كانت تريد حوارا فولد عبد العزيز مستعد للحوار وإذا كانت تريد غير ذلك فهو مستعد له.
لقد ءان الأوان أن تعيد المعارضة الموريتانية النظر في قضاياها المطلبية ولا تبقى تسرح في أوهام أثبت الماضي أنها فاشلة ولا تقدم بلدا فقد تتالت عليها غزوات الفشل بداية بأنشودة الرحيل، ووقوفا عند النزول للشارع وما تبع ذلك من أراجيف الخيبة التي طبعت رسائل المعارضة، فقد ءان الأوان لمعرفة ما ذا تريد المعارضة بعد الرسالة التي قدمها ولد محمد لغظف؟
وقد أصبح من الجلي أن شعب موريتانيا أصبح على وعي بما يحدث على أرض واقعه، و لم يعد يقبل أن يتاجر به وليس كل من منحته وزارة الداخلية ترخيصا يظن أنه أصبح بقدرته أن يتاجر بذمم الشعب الموريتاني، فموريتانيا اليوم أصبحت دولة مستقلة ولها شعب واع ويدرك مستقبله وقد منح ثقته وأصواته لولد عبد العزيز ومنحه الاشارة في التقدم لمأمورية ثالثة، ولن يقبل من النظام ولا من المعارضة أن يفسد عليه هذه الدولة تحتة أي طائلة.