من سخرية القدر أن تبني المعارضة الموريتانية مشروعها السياسي على رهانات خاسرة، وتجلس على الرصيف في انتظار قادم من المجهول يحقق لها ما عجزت عن تحقيقه بالعمل السياسي وصناديق الاقتراع.
قبل سنوات وحين فشل مشروع الرحيل دعا قادة بارزون في المعارضة الجيش الوطني للانقلاب على النظام، في أسلوب لا يخلوا من وقاحة وإفلاس سياسي وأخلاقي..
واليوم وبعد أن مد النظام جسور الحوار الوطني الشامل جاءت ردود الفعل غريبة من هؤلاء، فمن التهجم على شخص الرئيس إلى الكتابة عن المؤسسة العسكرية، إلى التقليل من قيمة المكاسب التي تحققت خلال السنوات الماضية..
والواقع أن إنجازات ولد عبد العزيز هي من يثير حفيظة المعارضة، ويخرجها عن وقارها، وإلا فما السر وراء هذه الهجوم العنيف على النظام وجيشه ومشروعه السياسي والاقتصادي، طالما أن الأجواء السياسية والحريات العامة مصونة، ولا وجود لأي نوع من المضايقات أو التضييق أو التهميش أو الغبن.
ما من شك في أن الرئيس محمد ولد عبد العزيز قد حقق الكثير وكان طبيعيا ان تكون هذه المكاسب مفخرة لكل الموريتانيين لأن الإنجازات باقية للوطن بأغلبيته ومعارضته، لا أن تكون مصدر نقمة عليه من طرف هؤلاء الذين يغيظهم أن يروا موريتانيا الجديدة تخطو بثبات في مقدمة صفوف الدول النامية.
آتلانتيك مديا