حلم يتجدد كل عام طموح لا نهاية له , حلم طويل لا نمل الوصول إليه رغم المحاولات الفاشلة هاهي الباكالوريا في حلة جديدة مع ترغبات المشاركين و تمنياتهم بنجاح فلكل واحد منهم أمل في الحصول على شهادة باكالوريا ليصل حيث أرادت له الأقدار أن يصل و يصل للهدف الأساسي في حياته.
بخطوات ثقيلة و أمال خائبة نسير نحو الحلم لا نستسلم لما نشاهده فهل سيكون هذا العام مختلف عن غيره من الأعوام و تكون هذه الباكالوريا لمن أتعبتهم القراءة لمن ذهبوا عن أهلهم و أحبابهم طلبا للعلم و للحصول على هذه الشهادة المرتقب فيها, أم أن الأعوام و الأيام و الأسابيع تتغير لكن تبقى المنهجية واحدة في اتخاذ إجراءات تصحيح باكالوريا.
ليس حلمي وحدي أن أكون أحد الناجحين هذا العام الآلاف يتقاسمون معي نفس الحلم الآلاف قلقون كما أنا قلق الآلاف يريدون أن لا يفشلوا كما أنا أكره الفشل الآلاف و الآلاف تحتاج أمهاتهم لنجاحهم و يحتاج البلد أكثر من أمهاتهم لذالك فهل تتحقق هذه الأمنيات أم أن زمن تحقيق الأمنيات قد انتهى و لا شي جديد سوى الأسئلة.
في فجر باكالوريا لا تفتقد أحدا حتى الآباء و الأمهات و تارة الصبيان فالكل يبسط لك يد العون و يبتسم لك ليغير من قلقك و يشجعك لكي لا تتبخر آمالك و ثقتك بنفسك , هو حلم صعب الوصول إليه تبدأ بالابتدائية و من ثم الإعدادية و من ثم الثانوية ثلاثة مراحل فكيف لا و القلق و الخوف هدرت عمرا طويلا ووقت لا بأس به كان باستطاعتك أن تصنع فيه العجائب و لكن " تعلم فالمرء لا يولد عالما" أخذت منك وقتك لم تبخل في تحصيل العلم كما لم تبخل في الحضور للحصص و كما أن عيناك أحمرت بطول النظر و تركيز على " السبورة " لتعلم ما لم تكن تعلم.
لحظات جميلة هي لحظات باكالوريا لحظة نلتقي فيها بأشخاص لم نرهم من قبل و لم تجمعنا معهم الفرصة لكن جمعتنا معهم الغاية و الغاية تبرر الوسيلة كما تعلمن, أشخاص لا نعلم عنهم شيئا كما كتب لنا أن نلتقي مع أستاذة لم تتسع لنا الفرصة لمعرفتهم يبتسمون لنا يضحكون لنا نسألهم و يسألوننا و في لحظة الإمتحان تأخذك نفسك بعيدا تفكر ثم تفكر كيف هو الحل و ما هي هذه الأسئلة حلمي أن أنجح و لذالك يلزمني الإجابة على هذه تساؤلات بأجوبة المحتملة طالما ظننت نفسي الطلاب المناسب و لا يجب أن أدع الفرصة تضيع من بين أيدي أعلم أن العام المقبل سيكون نفس العام أو على شكل المضمون لكن حلمي أن أعود إلى المنزل محققا هدفي أرى بأمي عيني نتيجتي هادئ النفس مضمئين راضيا بما كتب الله لي وساعيا إلى مرادي بما أوكلت من علم و إرادة و قوة و صبر فهل ستفتح لي الأبواب و لمن أرهقتهم الدراسة و أتعبهم العلم أم أنه نفس البلد و نفس الشهادة لكن في نسخة جديدة فقط هم من يقرر من سينجح و لست أنت و ليس قلمك من يحدد من سينجح فقط وسيلة لإيصالهم هم إلى ما يريدون تحقيقه.
أخي الكريم سيادة الوزير نحن لسنا إلى طلاب أتعبتهم الدراسة و لديهم بصيص أمل في التعليم العمومي آملين النجاح و طامحين كل الطموح إلى مساعيهم لكل منا أمنية يريد تحقيقها أمنية يتشرك فيها معه الأب و الأم و لا نريد أن نكون عبرة لمن يعتبر لا داعي لنتحدث عن تفاصيل لإن الجميع يعلم مقتضاها.
تحقق الحلم لو لم يتحقق لن يتغير شيئا نجح من يستحق أو لم ينجح لن يتغير شي , عندما تقف تتأمل في ما تراه عيناك من الطلاب استيقظوا باكرا لينجحوا ستعلم رغم الحديث أنه لا زال هناك طالب علم و طالبة علم كما ستعلم أنه لا زالت هناك أم و أب يتمنون لأبنائهم النجاح و يشجعونهم و كيف لا و هم يأتون و يذهبون و كأنهم هم الطلاب لا تنقصهم سواء حجرات و أسئلة و مراغبين ليبدأ الامتحان.
صحيح كما يجد طالب يستيقظ باكرا من النوم ليجد مكانته العلمية و مقعده الإجتماعي و الأسري يوجد طالب لا يهمه أمر هذه البلاد حتى أنه لا يهمه أمره ليسأل عن ماهية الأب و الأم في عتمة الظلام و البرد القارس و إستضام بموجة التغيير الغربي و مؤثراته فهم رغم كل هذه المصائب و للأسف الشديد أدرا منا بنجاح فيوم ينجح من لا يستحق النجاح و يسقط من لا يستحق ذالك.
أحلامنا لا تنتهي و آمالنا تتجدد في كل فجر جديد مؤمنين بما نحلم لا نصنع التاريخ لكن سيذكرنا التاريخ ذات يوم أمام الجميع و على مدى طويل " تمنياتي بنجاح لكل المشاركين في مسابقة الباكالوريا و تحياتي لكل أم تحملت حرارة الشمس و صبرت تحت ظل الدكاكين و تحت ظل شجيرات من أجل أن تجد ابنتها أو ولدها مراده فهنيئا لها بذالك التقدير و أتمنى من الله العلي القدير أن ينجح كل من شارك و خط و تعب في هذه الباكالوريا إنه ولي ذالك و القدير.
الكاتب : حمودي / حمادي " كاتب موريتاني "