صنع في موريتانيا!

ضحوة يوم صيفي مغبر ورتيب في مدينة بلا مكتبة،وأنا أسند ظهري على حائط قديم أحاول كتابة جملة مفيدة فوق الرمال المتحركة كسنوات العمر!
حملت الرياح لي صفحة من كتاب مجهول،رقم الصفحة 1960 قرأتها بتمعن وخبأتها في جيبي عساني أعثر على البقية...


عندما ركض أطفال المدرسة ذات يوم في فسحة العاشرة نحو بائعة الحلوى،اشتريت أنا "صاندويش" ملفوفة بورق كتاب،قلت في نفسي ربما أعثر على بقية الصفحات من ذلك الكتاب المجهول!
ليلة العيد في نشرة الثامنة تحدث فخامة الرئيس عن الوطن،كانت نظراتي خلفه تحاول قراءة بعض عناوين الكتب،فربما أعثر على الطبعة الثالثة لذلك الكتاب!
الكتب الحقيقية تلك التي تتم طباعتها في عيون الشعوب،تلك التي تصنع أوراقها من أحلامهم!


اعطنى كتابا ورقيا وسأصنع لك طائرة ورقية تحمل أفكارنا لمكان بعيد قد لا تصله أقدامنا المتعبة!
في مدننا لا توجد مكتبات،في الباص لا أحد يقرأ،في قاعة الإنتظار يتحايلون على الطابور وحسب،حركة التأليف تشبه حركة سيدة بدينة تمارس رياضة المشي على طريق المطار!


معظم الكتب المؤلفة تتحدث عن الأنساب وتفسير الإحلام،في الجامعة يقومون بإعادة تدوير الرسائل،نحن ببساطة لا نقرأ،والتعليم تم وأده ودفنه حيا بين رمال "الإصلاحات"،التعليم أفسدته السياسة،وبالتعليم وحده يمكننا أن نقرأ هذه العبارة "صنع في موريتانيا"،لكن وللأسف موريتانيا لا تزال تبحث عن من يصنعها!
من المستوردة نوكيا 205،فضفاضتي مستوردة وذلك البوق الذي سيخطب به أمام الجمعة ليدعو على من صنعوه بالدمار والخراب مستورد،أيها الناس لكي يساعدنا الله علينا أن نساعد أنفسنا،بعضنا يظلم بعضنا ويحتقره ويأكل ماله بغير حق،فكيف سننهض!


هنا الحوض الغربي والساعة 07:10 صباحا جمعتكم مباركة

 

 

جمعة, 28/08/2015 - 08:40

          ​