تفضل مشكورا آدما أديوب، المحامي الموريتاني وعميد السلك الوطني في المهنة حتى الساعة، و الموجود حاليا في فرنسا بالإجابة على الأسئلة المطروحة في هذه المقابلة.
من بلدية إمباني في ولاية لبراكنة، يدلي النائب السابق آدما و العضو في المجلس الدستوري بقراءته لحصيلة عزيز وديناميكية المهجر في ظل النظام الموريتاني القائم و الحوار السياسي...
سؤال: هل بإمكانكم أن تقدموا أنفسكم لقرائنا؟
آدما دمبا أديوب : آدما دمبا أديوب، محامي في السلك ألموريتانيي منذ 1976. مواطن من بلدية إمباني في ولاية لبراكنة. كان اهتمامي، طوال حياتي حتى يومنا هذا، منحصرا في مشاكل حقوق الإنسان بشكل عام وفي بلادي على وجه الخصوص. لا أعرف غير وطني موريتانيا العزيز الذي لا أبدله ملئ الأرض ذهبا.
فلن أرفع السلاح ضد بلدي وشعبي كما أنني لن أتواطأ أبدا مع دولة أو أجانب من أجل المساس بمصالح بلدي وشعبي.
أحب بلدي في تنوعه. إن الله اختار لهذا الوطن الغالي شعبا من مختلف الأعراق، سودا وبيضا، مصيرهم العيش معا والانقراض معا.ستكون موريتانيا كما شاء لها هذا الشعب الأبي.
إن الدولة ترتكز علي ثلاث مقومات: الأرض والسكان والسلطة. إذا غاب احد هذه العناصر الثلاثة، فلم يعد هنالك وجود للدولة. إن السلطة الموريتانية تتمتع بالتنظيم الشفاف لانتخابات عامة، حرة ونزيهة.
لقد دافعت عن ملفات متعددة: الحرفي سنة 1976، إفلام سنة 1986، العرب الموريتانيين في داكار سنة 1989، سوريمالي في 1991، بالإضافة إلى جميع جلسات إجريدة. فلست لاجئا ولا مرحلا ولا مهاجرا.
سؤال: هناك تباين حول إنجازات رئيس الدولة محمد ولد عبد العزيز، بين دعاة المكتسبات من جهة و المدينين بإرث ثقيل. تحسب نفسك في أي المعسكرين؟
آدد: إن مهاجمة أسرة أو أقارب رئيس الدولة يعتبر بمثابة خروج عن الشؤون السياسية المألوفة. قد يوصف الأمر بكل الأوصاف إلا السياسة. مما جعلني أكسر حاجز الصمت لتصحيح ذلك السلوك السياسي المشين.
إننا نتعامل مع خارجين عن القانون، لكننا ندرك أن القانون له أعداء كثر، مما يتطلب منا التصرف لمنعهم من قطع الغصن الذي نجلس عليه.
كنت نائبا في الجمعية الوطنية وعضو في المجلس الدستوري. إن موريتانيا هي البلد الوحيد في العالم الذي ترتبط فيه الجنسية بالدين. فمصطلح "موريتاني" يعني كلمة مسلم. لذلك، فإن عزيز مسلما وليس علمانيا.
فكل ما يتعلق بموريتانيا يشغلني ويهمني بالدرجة الأولي. إني أشارك في كل اللقاءات الفكرية التي يتم تنظيمها في العاصمة الفرنسية باريس كما أرافق وأساعد بطيب خاطري جميع الأشخاص المتدخلين في العاصمة الفرنسية.
أني ألتزم أمام الخالق ودون أي تحفظ بمن اختاره الله للوفاء والإخلاص لموريتانيا الرئيس محمد ولد عبد العزيز.
سؤال: إن الموريتانيين في الوطن و في المهجر، يعملون علي حد سواء و حسب وضعيتهم في تقديم المشورة وإلا دلاء برأيهم حول الحياة السياسية في البلاد. كيف شعرتم بان الوقت قد حان بالنسبة لكم لإعطاء وجهة نظركم حول الشأن العام الوطني؟
آدد: أقيم في باريس منذ 5 سنوات. لقد كان إغلاق القنصلية خطوة في تعزيز التقارب السياسي بين المهجر والبرنامج السياسي لبلدهم.
كان المجهر يتواجد ويتحرك للمطالبة بالحقوق ولكن لا يلتقي أبدا لمناقشة واجباته والتزاماته تجاه وطنه. ألا تسير الواجبات والالتزامات معا؟
إن مكونات المهجر تشهد حماسا غير مسبوق منذ 8 سنين لتحويل استثماراتهم إلي وطنهم، بعد أن أصبح باستطاعتهم مغادرة فرنسا والالتحاق بقراهم، دون النزول عن الطريق المعبدة.
فالمواطنون يعيشون اليوم في نفس الظروف التي يجدونها في فرنسا. المياه والكهرباء متوفران كما و كيفا كما هو الحال للربط بشبكة الانترنت وإلتقاط جميع الفضائيات الوطنية والدولية.
سؤال: حسب رأيكم، ما هي حصيلة المأمورية الأولي للرئيس عزيز وكذلك نتائج السنتين الأوليتين من فترته الخماسية الحالية ؟
آدد: عزيز مكن ربط باب اورليانز بكوري، السفر من باريس للأصول إلي سوق إمباني دون مغادرة الطريق المعبدة، حفظ الأسماك في ثلاجة لبيعها في اليوم الموالي في كهيدي و تخزين غير المباعة منها لتسويقها واستعمالها لاحقا.
لقد عمل جاهدا في فك العزلة و كهربة مناطق الوطن، مما ساهم بشكل كبير في لفت أنظار المجهر وتحفيزه في المشاركة في تنمية البلاد من خلال استثمار أمواله في بلده وخاصة في مواطنه.
لقد سعي عزيز أيضا في دفع كل موريتاني بالمطالبة بهويته الموريتانية. فكل فرد يحلم بالتمتع بجو الطمأنينة والسلام والأمن الضروري قبل أي شيء، الذي صاحب أصوله الشرعي إلي سدة الحكم.
كلنا يعلم انه من المستحيل أن تستثمر في بلد غير آمن. حتى أنه بإمكانك أحيانا أن تتخلى عن جنسيتك إذا كانت لديك أخري.
سؤال: إن الوحدة الوطنية هدف هام بالنسبة للبلاد، حتى انها يحظي بالأولية علي الأمن والتنمية. ما هي الاقتراحات التي يمكن أن تقدم لصناع القرار لبذل جهودها من أجل ضمان موريتانيا موحدة وغير قابلة للتجزئة؟
آدد: إن المعارضة هي من يحجب الوحدة الوطنية لكونها لا تصب في مصلحتها وأنشطتها. فهي لاتري نفسها في هذا الهدف السامي والغالي.
المعارضة لا تملك مشروعا مجتمعيا قد يمكنها من استقطاب أصوات الناخبين ودعم الموريتانيين. إنها تسير عكس ذلك في فلك أعداء الوحدة الوطنية.
فتري ما هي التضحيات التي بذلت من أجل تلك الوحدة.
بإرادته القوية والصادقة، وحده ولد عبد العزيز، يستطيع توفيق موريتانيا مع ذاتها ومصالحة مكوناتها و تحقيق وحدة وطنية فعلية دائمة.
إن إنشاء دولة موريتانية موحدة وغير قابلة للتجزئة، لم يعد هدفا يحظي باهتمام حقيقي لدي المعارضين. وحده كرسي الرئاسة هو السبيل والغاية، مما لا يخفي أيضا علي الموريتانيين. إننا لا ندع الأسماك عند استخدام اليد للقبض علي تلك التي توجد تحت الأقدام.
سؤال: إن الحوار السياسي يعود مرة أخرى إلي الواجهة، عبر محاولة ليست الأولى من نوعها لإنقاذه في السابع من سبتمبر الجاري. هل أنتم متفائلون لهذا المناورة التي تأتي في الوقت الضائع وما هي التوصيات التي تقدمونها للأقطاب السياسية، أغلبية ومعارضة للوصول إلي اتفاق أدنى ؟
آدد: إن موريتانيا عززت منذ 2009 حتى يومنا هذا قدراتها من خلال الحصول على وسائل كبيرة اقتنتها بإمكانياتها الخاصة. فأصبح تسيير الأموال العامة يتسم بالصرامة والجدية.
ستقبل المعارضة الحوار عندما تستيقن أن موريتانيا ليست تونس ولا مصر ولا بوركينا فاسو.
لقد اكتشف الفرنسيون الواقفون علي قارعة الطريق، وسيلة جديدة لإقناع أصحاب السيارات بنقلهم بدون تردد وبسرعة.
فيختبئون وراء الأغصان بعد إرسال فتاة إلي الطريق. وحين يتوقف سائق أمام الفتاة، يتسارعون من وراء الأشجار طلبا للمساعدة في نقلهم.
سؤال: السلطة تومئ باستمرار أو يبدو كذلك مد يدها إلى المعارضة، التي لا تزال تفتقر إلي المبادرات التي من شأنها تسوية الأزمة السياسية، حسب بعض محللي المشهد الوطني. ما رأيكم؟
آدد: لن تقبل المعارضة أبدا الذهاب إلى الحوار، لأن ذلك يتطلب وجود برنامج يتم عرضه على الشعب بعد التشاور في تعزيز الديمقراطية.
فلن يضرم أبدا موريتاني نفسه بالنارمن أجل وصول المعارضة إلى السلطة. عزيز ليس علمانيا بل مسلما.
إني أدعم كل دور سياسي أكثر حضورا محليا من أجل انطلاقة جديدة للديمقراطية، تتسم بالهدوء و الشفافية في المدى المتوسط والبعيد.
حاوره محمد ولد محمد الامين