الايام التشاورية تبّشر بحوار ناجح

شهد قصر المؤتمرات بانواكشوط خلال الاسبوع الماضي افتتاح الايام التشاورية الممهدة للحوار الوطني الشامل بين أطراف الطيف السياسي، وذلك بحضور ممثلين عن المولاة وبعض أحزاب المعارضة وسط حضور معتبر من الطيف السياسى والمجتمع المدنى، وحضور لافت لنقابة المحاميين، وعدد من الاعلاميين والشخصيات الوازنة، وجمهور شعبي كبير.

وقد تم افتتاح الايام التشاورية من طرف الوزير الأول المهندس يحي ولد حدمين ما اكسبها اهتماما كبيرا من طرف الاعلام الوطني والعالمي، لما يحظى به الرجل من وزن اجتماعي وثقل سياسي يميزه على جميع الاصعدة، وقد تناول المشاركون في الورشات المتمخضة عن الجلسات التشاورية الممهدة للحوار جملة من القضايا الهامة التي تخدم الساحة السياسة وقد أجمع أغلبهم على أمل نجاح هذه الأيام التشاورية معتبرين أنها هي السبيل الوحيد لإخراج البلد من هذه الحالة السياسية التي يعيشها، كما أجمع المتدخلون على رفض تأجيل الحوار؛ وأصروا على استكمال الايام التشاورية.

وكما كانت اللجنة المنظمة على أتم الاستعداد وواكبت جميع صعوبات الورشات وظروفها وما يشهده المكان من صعوبة التنظيم نظرا للكم الهائل من الوافدين، تلك اللجنة التي أدت عملها على أتم وجه واستطاعت أن أن تستوعب أعدادا كبيرة من جماهير وتحيطهم بمسؤولية وارتياح تام، رغم صعوبة الظروف التي رافقت تلك الايام.

ولن نفوت هذه الفرصة حتى نشيد بالدور الكبير الذي لعبه الاعلام المرئي والمسموع  في تغطية هذه الايام ونخصّ بالذكر ما قدمته التلفزة الموريتانية التي تميزت في نقلها للأحداث ولم تستثنى اي لقطة ولا نزعت أي مقطع من كواليس الورشات، كما لا يمكن إهمال الدور التي قامت به إذاعة موريتانيا من تغطية واسعة وحاضرة بقوة في جميع الأيام التشاورية.

وشكلت الأيام الخمسة التي خصصت للاستماع لآراء المشاركين في التصورات والاستيراتيجيات التي ستوضع كجدول إعمال لجلسات الحوار السياسي المرتقب، فرصة للسياسيين وممثلي المنظمات الجمعوية والشخصيات المستقلة لنقاش كافة القضايا الوطنية بكل أريحية وديمقراطية دون أن يصل مستوى النقاشات رغم الاختلاف في الطرح والتصورات إلى الحدة المتوقعة في مثل تلك التجمعات أو المخاصمة السياسية، بل عبر الجميع عن آراءه بكل تجرد وحرية، كما تم إنشاء لجان لتنسيق وجمع الجهود والنتائج التي تم التوافق عليها خلال الجلسات التشاورية.

ومن المقرر أن يتم اختتام هذه الايام التشاورية يوم الاثنين القادم وذلك بكلمة للوزير الأول المهندس يحي ولد حدمين.

وكل ما يقال عن هذه الايام التشاورية الممهدة للحوار أنها أعادت التوازن للساحة السياسية وأثبتت للرأي العام أن موريتانيا مازالت تملك أملا في اتفاق أطراف طيفها السياسي، وما زالت هناك حظوظ كبيرة لحدوث حوار وطني شامل يشعر فيه الجميع بدوره ومسؤوليته اتجاه وطنه، ويعبر فيه الجميع عن رايه بكل حرية وديمقراطية.

سيد محمد ولد بوجرانه

أحد, 13/09/2015 - 21:21

          ​