من مايسيئ إلى صورة البلد أن نرى أطفالاً صغاراً ونساءً أُرسلوا من قبل أوليائهم إلى الإشارات الضوئية وإلى أبواب المساجد، وعاشوا في الشوارع حفاة، وبلباس مبتذل، يظهرون العوز والفاقة والكآبة ليستدروا عواطف الناس، وأنهم ما أخرجهم من بيوتهم إلى الجوع.
إنها ظاهرة التسول في موريتانيا حيث بات عنوانها الأبرز السوريون والأزواديون .. عرفت شوارع نواكشوط منذ فترة طويلة بإنتشار كبير للمتسولين على الطرقات قرب إشارات المرور وفي الأزقة عند اوباب البيوت وفي باحات المساجد حيث صارت نواكشوط مدينة التسول .
ويحكي الكثير من الناس قصصا عن بعض كبار المتسولين في نواكشوط وذالك حين تصدم سيارة أحدهم قرب إحدى اشارات المرور يقولون لك بعد التحقيق أكتشف أن السيارة ملك له ..وعندما يعلن عن وفاة أحدهم يقولون لك كان يملك منزلا فخما , في حين ان من يتصدق عليه بأواقي لايملك إلا قوت يومه لكن الشفقة والإيثار والتمسك بالتعاليم الدينية السمحة تجعل الكل يتجاوز تلك القصص التي تحكى من حي لآخر ..
في سياسة اتخذتها الحكومة الموريتانية للحد من هذه الظاهرة التي صارت مهنة عند البعض قامت الجهات الرسمية ببناء مراكز إيواء وجهزتها في حين قامت بتسديد رواتب شهرية بلغت 30.000 أوقية إلا أن أصحاب التسول فضلوا الرجوع إلى مهنتهم التي تدر عليهم بدخل يساوي أضعاف أضعاف ما تنفقه الدولة وهذا ان دل على شيئ فإنه يدل على أن هؤلاء الأشخاص لايسؤلون من شدة الجوع والعجز عن توفير القوت اليومي وإنما هي مهنة أمتهنوها .
إلا أن الحراك الذي شهدته بعض البلدان العربية ووصلت شراراته إلى سوريا في أرض الشام جعل أزمة للاجئين تضرب العالم , وكان لموريتانيا نصيب من هؤلاء اللاجئن الذين إنتشرو بشكل اوسع من اصحاب الأرض مدعومين بأعداد كبيرة من الأزواديين الذين وجدوا انفسهم مرغمين على هجر بلدهم بسبب الحرب فصار الصراع قويا بين أصحاب الأرض والوافدين الجدد الذين يثيرون الشفقة والمجتمع الموريتاني بطبعه مضياف و"يأثر على نفسه ولو كانت به خصاصة "..
إبتكر هؤلاء الوافدون طرقا جديدة حيث تميز الأزواديون بالتمسك بالثياب والتعلق بالاشخاص ..بينما إتجه السوريون إلى بيع المناديل وعرض جواز السفر وضربوا البلاد الموريتانية طولا وعرضا .. بحثا عن مايسدون به رمقهم ..
{للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضرباً في الأرض يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافاً وما تنفقوا من خير فإن الله به عليم»
المصدر: الحرة للأخبار