أين كان هؤلاء..؟

إن تعجب فعجب هي صحوة الضمير التي انتابت بعض السياسيين في غفلة من الزمن، وصاروا يتحدثون عن الشفافية وحقوق الإنسان والديمقراطية، وهم من هم في تاريخهم القريب، يوم كانوا أعوانا للدكتاتورية المقيتة وسياطا تلهب ظهور البلاد والعباد.

التساؤل الذي يطرح نفسه بإلحاح هو: أين كان هؤلاء؟ ومن أي رض أتوا؟ وإلى أي الأمم ينتمون؟

حين تأتيك الدعوة للفضيلة فتش عن صاحب الدعوة، وحين يتحدث أحدهم عن أسفه لانتهاك الحقوق واغتصاب السلطة وهدر المال العام، فانظر في تاريخه القريب، وحاضره المعاش، فإن كان اهلا للخوض في مثل هذه الأمور فاصغ إليه، وتعاطى مع حديثه، أما إن كان الداعي يتقمص قناعا زائفا كما هو حال الكثير من الموريتانيين المعارضين للرئيس محمد ولد عبد العزيز فلا تلق بالا لما به يتحدثون.

إن هؤلاء منزعجون مما وصلت إليه موريتانيا في شتى المجالات، وهم يحسدون السلطة على تحقيقها الأمن والاستقرار والتنمية، وأجواء الحرية التي تنعم بها، والتي لولاها لما كان في استطاعة هؤلاء الحديث في أمور لايفقهون عنها كثيرا دون أن يسائلهم أحد أو يعترض طريقهم..

نعتقد جازمين أن البعض يغيظه هذا المناخ الديمقراطي غير المسبوق، وهم منزعجون من تنامي الشعور الوطني، ولايستوعبون معاني الحرية ودلالاتها، لذلك وحده يناصبون الرئيس محمد ولد عبد العزيز العداء.

و ما ينبغي ان يعيه الجميع أننا في موريتانيا نعرف بعضنا بعضا، ولايمكن لأحد ان يزايد علينا، مهما كان، وليس في وسع أحد أن يتحول بين عشية وضحايا من جلاد وديكتاتوري إلى قائد مصلح أمين، ورحم الله من عرف قدره وجلس دونه.

محمد سالم ولد الهيبة

سبت, 10/10/2015 - 12:38

          ​