
لقد أصبح الحوار ضروة ملحة تفرضها الحياة السياسية اليوم في الدول التي تنتهج نهج الديمقراطية والحرية أكثر منذ قبل، فكما أن الماء هو عنصر الحياة ولا تمكن من دونه أي عادة ولا عبادة فكذلك الحوار بالنسبة للحياة السياسة اليوم، فمن الغريب أن يتجنب رجال السياسة في بلد واحد اللقاء والحوار فكما من الطبيعي أن يخصص كل قوم يعيشون في بلد واحد وقتا محددا لحل مشاكلهم وللحديث حول الأمور الخاصة التي تجمعهم، كذلك من المفترض أن يخصص رجال السياسة في موريتانيا وقتا للحوار حتى يتوصلوا لحل مرض فلا مناص من الحوار فهو الحل.
وليس من الخفي أنه توجد تجود اسرار مجهولة خلف رفض الذين يرفضون الدخول في الحوار ولا يوافقون على انتهاجه كسبيل لحل المشاكل السياسية العالقة، فبعد أن نادى رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز بضرورة الحوار ومد يده للحوار أصبح على كل موريتاني أن ينتبه لهذه الاشارة ويقتدي بها في كل ما من شأنه ان يصلح البلد.
ثم إن ما حدث في الايام التشاورية الممهدة الحوار من جهود كبيرة كان أمرا مشجعا بالفعل على أن هناك نسبة من الموريتانيين أصبحوا على قدر كبير من الوعي ويعفون مصلحة بلدهم ويقدمونها على كلام الشارع وأقوال المنافرين السياسيين وما يشاع في المجالس الخاصة من آراء لا تخدم غير المصلحة الخاصة.
وهنا نشير إلى أن الأيام التشاورية لم تكن للنظام ولا للمعارضة بل هي فرصة للجميع المويتانيين ليدلوا بأرائهم وتصوراتهم عن واقع السياسة الموريتانية ويطرحوا ما لديهم من مشاكل وحلول وما يروه أصلح لهذه الفترة، ولا يعني حضورها إعلان المولاة ولا إعلان المعارضة، بل يصدق على من حضرها أنه وطني بالفعل وأنه يهتم بالشأن السياسي الموريتاني.
ويبقى الحوار ضرورة يفرضها الواقع وحلا وحيدا لجميع العقد التي تقيد الساحة السياسية، ولا مناص منه بل إن ولوجه أصبح مهمة الجميع ويعني الجميع ولا يختصر على من نصبه نفسه معارضا أو مواليا.
اتلانتيك ميديا