ألم الجهل.

إننا نتجرأ على المعرفة حين نفتتن بقدراتنا الحسية لندرج مجهولا في مساحة المعرفة..ونظلم أنفسنا حين نعتني بمجهول..إنه درب من الظنون ينمو في النفس ليولد آلاما حادة في الصمت تمنع النوم والراحة والبوح.ف

فها هي رسل الجهل من جديد تترى محاولة إقناعنا بوجود افتراض في عالمنا الصغير،حين نعير أحد وسائلنا الحسية لمجهول يتسرب إلينا عبر الثقة التي تسكننا حين نحاول أن نغامر بقدراتنا المعرفية لرصد أبعاد مجهول يحاول هو الآخر أن يصل لهدف ما.

حين يغيب عن أذهاننا أننا نخطئ التقدير حين نرسم مقارنة ذهنية بين قدرة الشعور ومساحة الذوق؛ حيث يمكن أن نشعر ما نجهله بل أن شعورنا لا يتحول إلى معرفة إلا بعد أن نجربه عدة مرات ..

وحتى أننا نظل نجهل ما نشعر به اتجاه شيئ ما لفترة طويلة، أما ذوقنا فمساحته محدودة بالمعرفة ، فلا يمكن أن نخرج من دائرة المعرفة ونحن نتبع ذوقنا حيث أن الذوق جزء من البنية التصورية ..ويستحيل أن نتصور مجهولا إلا في الخيال، ولا يطابق الخيال الواقع ..ولاوجود للخيال..حتى الجهل فهو مجهول أقرب للعدم ..

لكن كم مرة سنكرر الجهل في حياتنا ؟  ونتعاطى الجهل ونحبه ونتبعه؟ كم مرة سنزرع الجهل ونؤمله ونقطف ثماره..فليس شيئا أشد ألما في النفس من تجع الجهل ومرافقته وشعوره والاطمئنان إليه .مؤلم أن نقبل الجهل ونألفه ونحتضنه وننتظره ونتوقعه، و نتفاعل معه على أنه حلم يراودنا في الصمت..ونخفيه عن خاصتنا.

مؤسف أن نقبل للجهل والمجاهيل أن تطأ فراش قلوبنا أو نمنحها فرصة الثقة والالتزام.

إننا نحارب عقولنا حين نؤمن بالجهل ونقدره ونمنحه التصرف بدقات قلوبنا، إننا نعرض أنفسنا للعقاب وعقولنا للجنون، إن بنية العقل التي نتمتع بها قابلة للتفكك، والاضطراب، فعلينا أن نتشبث بحدود المعرفة ولا نرخي العنان لبراءة ولا للتساهل ولا لعاطفة تحاول منا الابحار في عباب الجهل،.يتوجب علينا أن نمسك اليقين بالنواجذ ولا ننزاح عن طريقه يمنة ولا يسرة حتى نصل لأهدافنا ونحن في وعي من نتائج عملنا، ولا يجادلنا شك ولا نخاف توقعا، فالجهل عدو السعادة، واليقين سبيل الراحة والاطمئان، والزمن دروس تؤخذ بالمجان وبالاضطرار وستفيدنا في غير محلها أكثر من ما تفيدنا في محلها.

 

ديدي نجيب

ثلاثاء, 24/10/2017 - 22:33

          ​