من رباعيات "لاميسيا"

الصمت يمسك بفم الحبر ويغمض عيون المعبرين...ليمنعهم النطق والوصف هذا المساء ..فلم تترك لنا فرقة "التيك تاكا" مساحة من التعبير تصف العملية الانتحارية التي شنتها القوات الكتلونية على شباك القلعة البيضاء في لقاء المتعة.

فماذا عسانا نقول إلى جانب ريشة الرسام اندريس انيستا و شجاعة حامي العرين "الأسد ابرافو" و لياقة العضاض الشرس "اسواريز" و مهارة وسرعة سفير السحر الذي مازال يخطو الهوينى في كتابة التاريخ "الشبل نيمار" .

إن كرة القدم ليست لعبة فوز وخسارة، لكنها لحظات من المتعة والتاريخ الذي يولد بين أقدام النجوم، إننا لم نأت لنشاهد الأهداف ال فهي ليست سوى نتيجة، إن المتابع لفرقة لويس انريكي وعزفها نغمات فنية أصلية مستوحاة من دروس مدرسة "لاميسيا" ليشعر أنه على اتصال مباشر بحركة اللاعبين على المربع الأخضر وأنهم يشعرون بحركته بين صفوف الرجال في "كنال".

وصل ميسي متأخرا لكنه أدرك فضل الجماعة وأتم بهم صلاة الفوز بعدما تم استخلافه إماما لاتمام الصلاة، وكان الخشوع يملأ حركاته والاطمئنان يطبع أركانه، وكان طوافه وسعيه بين طرفي الملعب يكفر حسنات الملوك ويبعث في أرواحهم الرعب يخربون هجماتهم بأرجلهم وأرجل الكتلونيين.إن من يملك تجربة عن كرة القدم سينصف الملوك ويمسح عن عيونهم دموع الحزن إشفاقا منه علي سمعتهم وتاريخهم الراسخ، ولعلمه بمكر الأيام وتقلبها،

ولن يطيل في ايقاظ جروح مشجعي القلعة البيضاء، وسيستعد للخروج في المسيرة الراجلة التي تعلن تنديدها بالتطرف في كرة القدم والقسوة في الأهداف، حيث يعتبر الفوز بما فوق الثلاثة من منكرات الأخوة والجار.

ويكتفي بتسجيل شعوره بما قدمته فرقة "انريكي" المتخصصة في عزف الجمال، ويترك لكتاب التاريخ صفحة من الهيبة والوقار كلماتها من لغة "كتلونيا" كلمات تسافر في حروف الجمال والمتعة والبساطة وتتجلى في جمل من الابداع ألفها عشاق ومتابعو خريجي "لاميسيا" أنشودة رباعية الشكل واللحن تملأ المكان وتطبعه بألوان جمهورية كتلونيا معلنة أن البياض قليل الحمل للدنس..

وبعض العار لا يمحوه ماحِ

 

ديدي نجيب

سبت, 21/11/2015 - 22:43

          ​