
أجبرت النقابة الوطنية للتعليم العالي على التراجع عن إضراب كانت قد أعلنت عنه منذ حوالي شهر. وكانت النقابة تخطط لشل الدراسة على مستوى المركب الجامعي الجديد وباقي مؤسسات التعليم العالي يوم الرابع عشر في الشهر الجاري، إلا أن الرياح جرت بما لم تشتهيه سفينة النقابة الوطنية، حيث اضطرت هذه الأخيرة إلى وأد مشروعها لأسباب من أهمها:
عدم التنسيق مع النقابة الأكثر تمثيلا في التعليم العالي، النقابة المهنية للتعليم العاليتزامن الإضراب مع تحركات طلابية على مستوى المركب الجامعي الجديد، الشيء الذي أوعز إلى بعض عقلاء الوسط الجامعي بأن يدا سياسية واحدة خططت لكلا الإضرابين... تجاهل قادة النقابة الوطنية للظرفية الاقتصادية العالمية وانعكاساتها السلبية وطنياتعمد محاولة الزج بالوسط الجامعي في أجواء إضرابية خلال المراح الأولى تشغيل المركب الجامعي الجديد، تشويشا وتسييساالانعكاسات السلبية للخلافات الأخيرة التي ظهرت على مستوى مكونات المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة الذي ينتمي إليه جل أعضاء النقابة
ويعتبر بعض مراقبي الشأن الجامعي أن هذا التراجع سيقضي على مصداقية النقابة الوطنية للتعليم العالي المهزوزة أصلا، حيث بدأ العديد من منتسبيها يبحثون عن بديل لها.
من جهتها لم تضيع النقابة المهنية للتعليم العالي الفرصة للتدخل سريعا لإنقاذ الموقف واللتي كانت حينها عاكفة على حملة إنتساب واسعة النطاق وتحضيرا لمؤتمرها العام من اجل مأسسة صحيحة لقضايا الأساتذة الجوهرية بعيدا عن الأيادي السياسية والمخربين الذين اعتادو على تلويث الحقل التعليمي كلما ضاقت عليهم الساحات السياسية حيث تم تنصيب قسم النقابة بالجامعة الإسلامية بلعيون تحت إشراف عضو المكتب التنفيذي الدكتور بشيري ول محمد
وتأتي هذه الخطوة بعد خطوات مماثلة في مؤسسات أخرى كالمدرسة العليا للأساتذة، وكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة نواكشوط، وكلية العلوم والتقنيات بجامعة العلوم والتكنولوجيا والطب، ويجري العمل على تجديد باقي أقسام النقابة في مؤسسات التعليم العالي الأخرى، حتى ينعقد المؤتمر خلال سنة 2015، كما هو مقرر .