
مما لا شك فيه أن المعارضة تعرف أكثر من غيرها أن نظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز
استطاع بدهاء وحنكة أن يوجه إليها ضربات موجعة في الصميم , وأن يمتص كل مخططاتها ومظاهراتها واعتصاماتها بشكل أثار الدهشة والاعجاب من الكثيرين.ولقد استطاع النظام شق صفوف المعارضة منذ سنوات حين حصل على دعم ومساندة أحزاب المعاهدة الثلاثة , ونجح أخيرا في إبعاد حزب التكتل المتشدد عن أحزاب المنتدى , لكن نجاح النظام الاخير في كسب تأييد الظاهرة الغامضة التي يطلق عليها "نانا توباك" تعد ضربة قاصمة للمعارضة , فهي كانت من أشد المنتقدين للرئيس ولد عبد العزيز ونظامه , وكانت تحظى بنسبة مشاهدة كبيرة في الفيس بوك واليوتيوب , فكيف انقلبت بوصلة "نانا توباك" 180 درجة من أقصى اليمين المتطرف الى أقصى اليسار المؤيد؟صورة نانا توباك قبل تأييد النظام وبعده تعطي الاجابة الشافية.وقبل أسبوعين فقط كانت الفتاة الموريتانية المعروفة عبر الفايس بوك بنانا توباك مجرد مجنونة في سوق نقطة ساخنة لبيع الهواتف وسط المدينة ,حيث سجل منها بعض العاملين فيه مقاطع فيديو ساخرة من وضعها الإجتماعي ومن زواج الموريتانيات في السعودية وكانت تحصل علي مئة اوقية مقابل تلك التسجيلات تسد بها رمقها في السوق ولكن اهتمام احد الناشطين علي الفايس بوك المعارضين لنظام عزيز بهذه الفتاة غير حياتها بصورة كاملة حيث ركز هذا المعارض في التسجيلات اليومية للفتاة علي نقد الرئيس عزيز بطريقة قوية وساخرة حتي أصبحت تحظي بأكبر نسبة متابعة عبر الانترنت وبشكل يومي وحسب معلومات خاصة فقد كان رد النظام سريعا حيث قرر احتضان الفتاة عن طريق سيدات بالغات الثراء قدِموا لنقطة ساخنة وآخذوا الفتاة لمنازلهن الفاخرة وأغدقوا عليها من الطعام والمال واللباس ما لم تكن تحلم به فتحول نقدها للرئيس عزيز إلي مدح دائم وإن كان بطريقة ساخرة , وبذلك فقدت المعارضة صوتا قويا كان مسلطا علي النظام فتحولت [alt] إطلالة نانا توباك من حوانيت نقطة ساخنة إلي إطلالة مختلفة في أرقي الملابس وأرقي المنازل.