مرحلة الحياة في الكون

الحياة في الكون لحظة نحسبها قمة الجدية والنشاط، والقيمة، ونقتنع أن اعتباراتها هي منتهية الصلاحية، ولاحدود لأي شيئ فيها ولا تغير به، لكنها ليست سوى محطة قصيرة من سلسلة طويلة، سبقتنا وستعقبنا ونسنتقر بها أحيرا... رغم ما يترتب على حياتنا هذه من أمور كبيرة في مستقبلنا.

نعم نحن على علم بمراتب الوجود وبجميع المراحل التي مر وسيمر بها الانسان خلال رحلته في الكون وليس في الحياة؛ فقط.

لكننا أيضا مصابون بالواقع، ممتلئون من المنطق والطمئنينة للحياة، فحين نشهد طفرة وجودية نعود لأنفسنا ونحدثها في خلوتنا اليومية بأن هذا الذي نجدّ فيه ليس سوى سراب وظلال لعالم آخر وحقائق أخرى يجب أن نجعلها نصب أعيننا ونولي قفانا غيرها.

فخلال حياتنا في الكون تتجرع الفناء كل صباح، ونمسكه ونشعره، ونحتضنه، ونألفه، ونصر على مواصلة الحياة بنفس الروتين والوتيرة، نحن الذين ألفنا الوجود هنا وألفنا و كدنا نقتنع بالمقام هنا وكأنها آخر محطة يمكن للانسان أن يصلها، وخروجنا منها حدث جلل يتطلب أسبابا كبيرة وعظيمة..

حتى يأتي حين آخر يثبت لنا عكس ما نتوقع ويطلعنا على الطريق الصحيح.فلازلنا نتفاجأ بسلسلة الانتقالات السريعة التي تصيب بعضنا وتنقله من الحياة الجادة إلى درب آخر من الوجود يختلف بقدر التناقض عن هذا الدرب الوجودي الذي نقبع به منذ وعينا الأول.

رغم أننا على علم تام بحقيقة هذه المراتب الوجودية ومعظمنا يعي تمام الوعي والتصور جميع المراحل التي ينتقل بينها الانسان عبر الزمن، لكننا نمنح معظم فكرنا للأسباب التي أدت بنا إلى ذلك أو أدت بغيرنا إلىه، ونذوب في متاهات التحاليل والمقاسات العقلية، محتمين بظلال من الحيطة والحيرة والجرأة، ويفوتنا أن مراتب الوجود لاتسير برتابة الممكن والاستحالة ولا بسلم المنطق والاحتمال.الحياة في الكون هي أهم محطة يمر بها الانسان خلال مسيرته الوجودية، وهي  ألصق مراحل الوجود بعقلنا واعتباراتنا.

 

ديدي نجيب

أحد, 27/12/2015 - 19:52

          ​