ما إنْ تدومُ على حال تكونُ به :: فكنْ على حذر من صابِها الشّبم
في كل يوم من الأيام تفجعنا :: ونحنُ نمرحُ في دوامة الحُلم
ما إنْ يمرُّ بنا يومٌ فنغبطه :: إلاّ وباغتنا بحادثٍ عَمم
فكمْ أحالتْ صروفُ الدهر بهجتنا :: إلى يبابٍ من الأحزان والسقم
كأننا غرضٌ للموت تطلبه :: بلا توانٍ ولا كدٍ ولا سئم
فلمْ تخلدْ أميراً في إمارته :: ولا وزيراً ولا ساعٍ على قدَم
من عهد آدمَ سيفُ الموت في صخبٍ :: يفري الجميع ونارُ الحزن في ضَرم
فذي مدامعنا تنثالُ من كمدٍ :: وذي جوانحنا تغلي من الحِمم
فكمْ تبددَ في درب الهوى أملٌ :: على صفيح من الأحزان والألم
واليومَ تصدعُ باب الصبر فاجعة :: بموت أحمد صنوَ المجد والذمم
فتىً تأبّط من وحي الهدى قبسًا ::يضيءُ في عرصاتِ التيه والعدم
فكمْ تأففَ من عيبٍ يذامُ به :: وكمْ أزالَ عناءَ البائس الهرم
فتىً تعلقَ بالعلياءِ من صغر :: في العلم والحلم والإخلاص والكرم
طوبى لأحمدَ من فتىً يقومُ على :: نشر الفضائل والأخلاق والحكم
فكمْ أثارَ فراقُ القــَرْم من شجنٍ :: ومن هُيام ومن حُزن ومن ألم
يا رب أنتَ الكريم المستغاثُ به :: فاكرمْ وفادته بالعفو والنعم
واسبلْ عليه مع الرضوان عافية :: واخلفه في الأهل والأحباب والرحم
وعـِذهُ من ورطاتِ الحشر قاطبة :: بلا عناءٍ ولا خوف ولا ندم
صبرًا عزيزُ فصبرُ المرء ينفعه :: لدى المصائب والأحزان والنقم
فلا عُدمتَ مدى الأيام معتصمًا :: بالله والصبر والإخلاص والهمم
ثم الصلاةُ على المختار من مضر :: والآل والصحب في بدءٍ وفي ختم
كلمات: الشاعر/ المصطفى بن أمون