دروب الأسى في رثاء أحمدو ولد عبد العزيز

ما إنْ تدومُ على حال تكونُ به :: فكنْ على حذر من صابِها الشّبم

في كل يوم من الأيام تفجعنا :: ونحنُ نمرحُ في دوامة الحُلم

ما إنْ يمرُّ بنا يومٌ فنغبطه :: إلاّ وباغتنا بحادثٍ عَمم

فكمْ أحالتْ صروفُ الدهر بهجتنا :: إلى يبابٍ من الأحزان والسقم

كأننا غرضٌ للموت تطلبه :: بلا توانٍ ولا كدٍ ولا سئم

فلمْ تخلدْ أميراً في إمارته :: ولا وزيراً ولا ساعٍ على قدَم

من عهد آدمَ سيفُ الموت في صخبٍ :: يفري الجميع ونارُ الحزن في ضَرم

فذي مدامعنا تنثالُ من كمدٍ :: وذي جوانحنا تغلي من الحِمم

فكمْ تبددَ في درب الهوى أملٌ :: على صفيح من الأحزان والألم

واليومَ تصدعُ باب الصبر فاجعة :: بموت أحمد صنوَ المجد والذمم

فتىً تأبّط من وحي الهدى قبسًا ::يضيءُ في عرصاتِ التيه والعدم

فكمْ تأففَ من عيبٍ يذامُ به :: وكمْ أزالَ عناءَ البائس الهرم

فتىً تعلقَ بالعلياءِ من صغر :: في العلم والحلم والإخلاص والكرم

طوبى لأحمدَ من فتىً يقومُ على :: نشر الفضائل والأخلاق والحكم

فكمْ أثارَ فراقُ القــَرْم من شجنٍ :: ومن هُيام ومن حُزن ومن ألم

يا رب أنتَ الكريم المستغاثُ به :: فاكرمْ وفادته بالعفو والنعم

واسبلْ عليه مع الرضوان عافية :: واخلفه في الأهل والأحباب والرحم

وعـِذهُ من ورطاتِ الحشر قاطبة :: بلا عناءٍ ولا خوف ولا ندم

صبرًا عزيزُ فصبرُ المرء ينفعه :: لدى المصائب والأحزان والنقم

فلا عُدمتَ مدى الأيام معتصمًا :: بالله والصبر والإخلاص والهمم

ثم الصلاةُ على المختار من مضر :: والآل والصحب في بدءٍ وفي ختم

كلمات: الشاعر/ المصطفى بن أمون

اثنين, 28/12/2015 - 00:14

          ​