
من جديد ها هم أعداء النظام يخططون للايقاع به من باب الدين هذه المرة، مقنعين بستار شفاف من التدين المسيس؛ رافعين الصوت على ولي الأمر، جاعلين من القرار الاداري الذي أعلن إغلاق بعض المؤسسات الدينية، باطنيا وليجة لبث أحقادهم الدفينة، وشفاء غليلهم النائم، عميت عليهم فمضوا يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم،
فقد برهن ولد عبد العزيز في أكثر من موقف أنه يرفع العلم والمعرفة وكل ما له صلة بالدين لا بأدعيائه، ولا باسم المتمولين باسم القرءان والمحاظر، ومافتئ يبذل في ذلك قصارى جهده،
إن ولد عبد العزيز الذي يعتبر أول رئيس موريتاني يقوم بطبع المصحف الشريف وانشاء إذاعة للقرءان وعلومه وقناة المحظره اللتي تصل الليل بالنهار في تدريس علوم الشرع لا يريد من خلف ذلك جزاءا ولا شكورا،ولا أن يضاف اسمه للاسلام ولا أن يثبت بذلك إسلامه.
وليكن بوعيكم رجال السياسة ـ أن لا رجلا أحرص من ابن عبد العزيز على القرءان والمحاظر وأئمة المساجد من جميع أولائك الذين يتشدقون بالدفاع عن القراءان بأفواه ملئها الحظ والمكانة ، ويريدون بذلك خدمة السياسة والمناصب والمكانة باسم القراءن والمحاظر والثقافة الاسلامية.
لقد اختلط الهدف والوسيلة على الذين تحمسوا للقرءان والمحاظر بنية صادقة، فحين يتخذ رئيس الجمهورية باعتباره أعلى مرتبة في السلطة قرارا يتجه ظاهره لعمل مناف للدين على فهم العامة، فإنه يريد من خلف ذلك هدفا أسمى وينوي به نية أعظم وأكثر خدمة للدين، ولا يمكن أن نساوي بين الأمرين.
لا أحد يجحد أن موريتانيا بلاد شنقيط لم تعرف بغير الدين والعلماء ولم تنل ما نالت من شهرة ومكانة في العالم بغير العلم والمعرفة وإتقان القرءان وعلومه، وأركان الشرع وفنونه، ولن تألوا السلطة الحالية جهدا في حفظ تلك المكانة ومواصلة تلك الخطى الطيبة على درب السلف.
لقد ظلت خدمة القرآن الكريم وعلومه والحديث وعلومه والمتون الفقهية دائما محل عناية وتمحيص ضمن برامج إذاعة القرآن الكريم وقناة المحظرة، وهدفا أساسيا في سياسة رئيس الجمهوية محمد ولد عبد العزيز.
ثم إن الدولة على علم بما يجري خلف الستار ولن تقبل بتأسيس المحاظر ولا بتسييس أي مظهر ديني، وإلا فلماذا قصدت الدولة إغلاق تلك المحاظر بالضبط؟ وفي هذا الظرف بالذات؟ لما لم تقم بإغلاق غيره؟
اتلانتيك ميديا