لا حظ بعض المتابعين للساحة السياسية أنه توجد صراعات قوية داخل أروقة النظام قد تودي بأحدهم، وتتوزع هذه الصراعات على ثلاث أو أربعة أجنحة تريد جميعها أن تبعد الأخرى عن طريقها ليخلو لها وجه الرئيس بمفردها.
هذه الأجنحة ظهرت في سياق صراعات قوية داخل النظام منذ حين، و يقودها بعض الموالين للنظام الذين يعملون لخدمته في سياستهم الميدانية، ويتحركون ويتكلمون بما يطابق ذلك وينصبون عيونا لمراقبة بقية الأطراف عن طريقها، وبعضهم يجند أقلاما لمجابهة الآخرين، وتسويف وجهات نظرهم.
وقد أظهرت الأيام أن بعض هذه الأجنحة أصبحت أخطر على نظام ولد عبد العزيز من معارضته الراديكالية، حيث أنها تسهر على الوشاية للرئيس ونقل أخبار المقربين منه، ويدفعها التنافس إلى مصارعة بعضها بكل الوسائل، وتخفي أهدافها في إظهار الكثير من الولاء والاخلاص للنظام.
كما أن بعض هذه الأطراف تظهر الولاء للنظام وكأنها من يقف خلفه من كل جهة، وخاصته وأولى به من غيرها، وبعضهم يتظاهر وكأنه هو من أدى بالنظام إلى أن يبلغ ما بلغ، وبعض هذه الأجنحة يعمل على إبعاد المخلصين من مكان القرار، ولا هدف لهم سوى مصلحتهم الشخصية، وتجفيف منابع الولاء في النظلم والموالين، وغرس افكار سياسية تعادي النظام.
وإذا كانت بعض هذه الأطراف تكذب وتفتري على النظام فإن من بينها من هو صادق ومخلص له؛ وعلى ولد عبد العزيز أن يبقى على الفرقة الصادقة والمخلصة له وأن يحيل الطرفين الآخرين إلى مصير المشؤومين في القصر والحكومة.
اتلانتيك ميديا