هنا 2016 و الوضعُ تحتَ السيطرة نسبياً، لا أثقُ عادةً بمُراهقةٍ تقودُ Avensis و لن أثِقَ حتماً في رجلٍ تقوده زوجته، و لم أتصوَّر أبداً أني سأكونُ ربَّ أسرةٍ دون زواج و لكنَّ ذلك ما حدث بالضبط حين ذهبتْ الوالدة إلي مدينة شنقيط تُمارسُ برور الوالدين مع بعض السياحة و تركتني هنا مُكلفاً بمهمةٍ سامية تتمثَّلُ في الحفاظ على الأمن و الإستقرار في المنزل، الصغارُ لدينا يُشبهون الشياطين،
و أنا عاجزٌ عن تحمُّلِ مسؤولية نفسي أحرى تنظيمَ الأمور هنا، على أيةِ حال أنا متأثرٌ بالفكر الدكتاتوري و القمع و التنكيل و الأجواء الآن يعُمُّها هدوء نسبي و لكني لا أستبعدُ قيام ثورةٍ في الغد إذا عادوا من المدرسة و لم يجدوا الغداء و لكني سأكون بالمرصاد لأيِّ تحرُّكٍ من شأنه زعزعة الإستقرار!!
على العموم سأحاولُ أنْ تنتهي ولايتي دون إنجازات تُذكر كما يفعلُ أيُّ رئيس مبدع في العالم الثالث.حظيتُ اليوم بشرف الإنصات إلي محاضرةٍ في السعي وراء الأرزاق قدَّمها لي أحدُ الأقرباء و أشار عليَّ بضرورة دخول ميدان الأعمال الحرة، و شدَّدَ على القضاء على مادة السهر و الإستيقاظ السابعة صباحاً و ممارسة التأمل في الحياة،
طبعاً لن تنطلي عليَّ تلك الخدعة فأكبرُ خطإٍ إرتكبته في رحلتي الدراسية هو إيماني بأنَّ من جدَّ وجد و من زرعَ حصد في موريتانيا، و لكنَّ الأمر ليس كذلك كما يبدو للكثير من الطيبين، الحظُّ يلعبُ دوراً بارزاً في تشتيتِ الأحزان،
و الحبُّ سيظَلُّ أروع التفاهاتِ في شتى العصور، لا تُقنِعُني كثيراً كُتُبُ التنمية البشرية و تطوير الذات، تلك سخافاتٌ تُخدِّرُ العقول كتبها بعضُ الحمقى صدفةً، الواقعُ هو سيِّد الموقف دائماً، و أظنُّ لحظةَ الإستسلام أصبحتْ وشيكة، قدْ أبدو جباناً في نظر الظروف و سيظنُّ التفاؤل أني رومانسي و لكني بصراحة كادحٌ "مَبْعوجٌ" و أدفعُ ثمن الفرصِ التي أهدرتُ و أنا أقتحمُ العشرينات، و لكن c'est la vie !
و في الأخير أشيرُ إلي أنَّ أحدهم على الخاص نبَّهني إلي أنَّ منشوراتي طويلةٌ كوجهه، و أني أرهقه بالقراءة، تُرى هلْ طلبتُ منه أنْ يقرأ هذا الهراء! و هل يمكنُ أنْ تكونَ وراء ذلك التنبيه بعض الطيبة المغشوشة؟ و إذا كانَ بريئاً في تنبيهه لي فما شأني أنا بقطع السعودية لعلاقاتها العاطفية مع إيران!!.
محمد بهاه