إلى هذا المستوى ضاعت سمعة الموريتانيين في السنغال ...ماهو السبب...؟

قبل مدة قصيرة من الزمن وقبل 10 سنوات بالتحديد كان الموريتانيون محل تقدير وتقديس لدى جيرانهم الأفارقة السنغال ومالي كمثال لذالم وكانوا يحظون بالتقدير والتبجيل بوصفهم حملة الوحي المبشرين برسالة الإسلام السمحة كان جيراننا الأفارقة يحملون الشناقطة في سويداء  قلوبهم يتسابقون لضيافتهم ويطلقون على كل موريتاني اسم "محمد"النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ..

لقد تغيرت مؤخرا الصورة النمطية للموريتاني ولم يعد الموريتاني ذالك المتصوف صاحب السبحة والهيئة الدينية الموقرة ولم يعد بالنسبة الشريف " حيدرا".. والذي يستقطب العشرات بل الميئات والآلاف إلى دين الله بسلوكه ومقاله وحسن ظنهم به..

 

ان حادثة اعتقال 29 موريتانيا تم اعتقالهم من عدة فنادق مدينة سينلوي قبل ايام قليلة من طرف وحدات مكافحة الارهاب قادمة من العاصمة السنغال مسألة خطيرة لاينبغي تجاوزها بهذه السهولة..

 

لقد اعتقلوا جميعا بفظاعة وقسوة منهم من اعتقل على اسرة النوم ...ازواج مع زوجاتهم  دون مراعاة لكرامتهم الآدمية  ولا لانتمائهم لموريتانيا ...

نساء ورجال ذنبهم الوحيد هو انهم موريتانيون يتم البحث عنهم لهويتهم.. هذه الواقعة تعيد الى الاذهان حادثة استشهاد 12  عنصرا من رجال الدعوة والتبليغ الموريتانيين الذين قتلهم الجيش المالي سبتمبر 2012 للاشتباه بانتمائهم للجماعات الإرهابية والتي تركت صدمة بالغة في نفوس الموريتانيين المفجوعين..

كل ذالك يجعلنا  نتساءل عن مالذي تغير في صورة الموريتانيين لدى أشقائهم الماليين والسنغاليين..

 

أي دين جديد واي فكر اضر بصورة أبناء هذا البلد الذين كانوا يحملون على الرؤوس وتزين بهم مجالس أبناء هذه المنطقة ولعل قصة السجين محمدو ولد الصلاحي مع الضباط السنغاليين ما يدلل على تلك المكانة العظيمة حيث يشير في مذكراته إلى ان رجال الأمن السنغاليين الذين اعتقلوه عام 2000 بطلب من امريكا اعطوه هاتفا للحديث مع امه ورفضوا السماح له بقراءة القرءان على مقربة منهم خشية ان يحل بهم قضبه؟ إن على الموريتانيين اليوم ان يسائلوا أنفسهم ويحاسبوها على ما جرى..

 

من يتحمل مسؤولية إضاعة هيبة الموريتانيين وكرامتهم  لدى اشقائهم؟

 

من سبب لهم هذا السقوط المدوي؟

 

هل قل تأثير علمائهم عن ما كان الأمر عليه في السابق؟

 

أم أن فكرا تحريضيا  جديدا و منبرا للثورة الهدامة حل مكان الفكر الموريتاني الاصيل و طغى على  الإسلام الصوفي السمح الذي كان الماليون والسنغاليون يلتمسون بركاته ويحفظون الود لكل موريتاني بسببه؟

 

لاشك ان هناك فكرا خارجيا خوارجيا عبث بسمعة البلد و لطخ وجه الموريتانيين واضر بمكانتهم لدى جبرانهم الأفارقة وحول الدرس الديني  الى دعوة للثورة والتمرد والمواجهة والعنف وتهديد السلطان بثورة المراهقين والعوام...

 

على الموريتانيين جميعا التأمل في اسباب ما حل بهم وبمكانتهم لدى جيرانهم ومن هو المسؤول عن ذالك...؟

ثلاثاء, 12/01/2016 - 00:01

          ​