من أين أتى الإخوان بالمليارات في موريتانيا؟

شن الزميل أحمد الوديعة هجوما حادا وغير مبرر على هيئة الرحمة والفقيد أحمدو ولد عبد العزيز متهما إياه بالاستحواذ على مبالغ مالية كبيرة من المال العام، داعيا للتحقيق في ملابسات تمويل هيئة الرحمة.

والواقع أن الوديعة جانب الصواب هذه المرة كعادته في كل مرة، فبدل تقديم العزاء للشعب الموريتاني في رحيل شهيد العمل الخيري أحمدو ولد عبد العزيز، ومواساة الأمة في مصابها الأليم، طفق يكيل التهم ويوزع المليارات الوهمية على حسابات في بنوك العالم..

إن صحوة الضمير المفاجئة للزميل وديعة تأخرت كثيرا، يوم كان الإخوان المسلمون – وما يزالون- ينقلون الأموال الحرام من بقاع الأرض كافة في حقائب يدوية، ويجوبون مطارات العالم وهم يهربون الأموال والحشيش والأفيون والسلاح..

كان على الرأي العام ومثقفي البلد ومحاميه أن يطالبوا بالتحقيق في عمليات غسيل وتهريب الأموال التي يمارسها الإخوان، وأن يتساءلوا عن مصدر تمويل هذه الأسواق العامرة والفنادق الفخمة والسيارات الفارهة التي يقتنيها أشخاص لا يزاولون أي عمل، فمن أين لهم هذه الأموال، إن لم تكن مصادرها عمليات التهريب والتحايل والشعوذة وبيع الأوطان والأديان فما هو مصدرها إذن؟.

ونتساءل مع الرأي العام الذي يستنفره الوديعة اليوم عن التناقض الذي يحكم سياسية الإخوان بشكل دائم، والذي تجلى في مباركتهم عمليا للعلاقات مع الكيان الصهيوني أثناء مشاركتهم في حكومة ولد الشيخ عبد الله المطبعة، رغم فتاوى علمائهم التي تحرم التطبيع بكل أشكاله؟؟!!.

أما الزميل وديعة فيكفي أن نذكره بأن الوطن والنظام الذي يوفر له الحرية والأمن اليوم هو نفس النظام الذي فتح السجون وحرر مئات الإسلاميين وسمح للوديعة بالعودة من منفاه الاختياري في بروكسل يوم فر هاربا من بطش نظام القمع والدكتاتورية الذي أزاحه ولد عبد العزيز في يوم مشهود من العام 2005.

إن إطلاق صفة الجنرال على الرئيس محمد ولد عبد العزيز لايخلو من وقاحة فهو رئيس مدني منتخب بشهادة واعتراف الإخوان أنفسهم، ولقب الجنرال حازه بجدارة واستحقاق يوم كان منتظما في سلك المؤسسة العسكرية، لكنه استقال وخاض الانتخابات ضد قادة المشهد السياسي وكبار الساسة وفاز عليهم بسهولة، لنجاعة خطابه، ووضوح رؤيته، وسلامة طرحه..

تلك حقيقة يدركها الوديعة لكنه لايريد الإقرار بها، لكنها ستبقى حقيقة، ومن يريدون طمسها كمن يسعون لحجب الشمس بغربال.

سيدي محمد ولد بوجرانه

 

خميس, 14/01/2016 - 22:30

          ​