المتمعن للمشهد الموريتاني اليوم ـ من واقع البحث عن الحق لا غير ـ يدرك أن البلد قد قطع أشواطا كبيرة وبلغ شأواً بعيدا على طريق النماء والسمعة الطيبة وهو ما لم يكن في الحسبان ولم يدر بخلد أكثر الحالمين تفاؤلا قبل التغيير الذي قاده الرئيس محمد ولد عبد العزيز انتصارا للشعب الموريتاني وغيرة على مصالحه..
فانتشله من وهدة الضياع وأنقذه من التردي في أوحالها.دشن الرئيس محمد ولد عبد العزيز موريتانيا الجديدة بتطهير أرض المنارة والرباط أرض العلم والعلماء من دنس الصهاينة فأقبل بمنتهى الإقدام والشجاعة على طرد ممثل الكيان الصهيوني في نواكشوط دون أن يلتفت إلى أقوال المخَذّلين المثبطين، فكانت تلك الخطوة باكورة لمفاهيم بالغة الأهمية مثل العزة والإباء والكرامة والإنتصار للدين والقربى ما تأسست دعائمها ولا توطدت أركانها ولا عرفناها إلا مع الرئيس محمد ولد عبد العزيز.
وهاهو اليوم يعيد الكرة في “ملابو” عاصمة غينيا الإستوائية، فيحرم الصهاينة من موطئ قدم لهم في المحافل الإفريقية.سمعة الجمهورية الإسلامية الموريتانية اليوم تجوب آفاق الدنيا عبر رئيسها رئيس الإتحاد الإفريقي وهو يرفع لواء القارة ويحمل همها، ويسجل نجاحات جديدة للدبلوماسية الموريتانية في فض النزاعات وتسوية القضايا العالقة في المناطق الساخنة في القارة – ولعل يوم “كيدال” أقرب وأبقى في الذاكرة من أن تطاله يد النسيان وتلك سمعة نعتز بها ولواء يشرفنا حمله.سمعة الجمهورية الإسلامية الموريتانية اليوم تجوب آفاق الدنيا عبر العودة إلى الأصالة في ثوب الحداثة والعصرنة، فأرض العلم والعلماء والدعاة موريتانيا تنثر اليوم بين يدي العالم كنانتها العلمية الغنية وكنوزها المعرفية الهائلة وثمرة مداد علماءها عبر العصور وتبثه على مدار الساعة عبر قناة المحظرة الرائدة في العالم الإسلامي رغم حداثة عهدها.فالمحظرة (جامعة الصحراء) مُنتجٌ موريتاني شنقيطي صرف، لكنه ما برز إلى آفاق العالمية والسماوات المفتوحة إلا في عهد باني موريتانيا الجديد رئيس العمل الإسلامي الرئيس محمد ولد عبد العزيز طابع المصحف الموريتاني ومنشئ إذاعة القرآن الكريم وداعم العلماء والأئمة في كل المحافل.سمعة الجمهورية الإسلامية الموريتانية اليوم لا تقف عند هذا الحد،
ففي الوقت الذي تصادر فيه الكلمة في بلدان أخرى ويضايق ويسجن حملة الأقلام – تتصدر موريتانيا للمرة الثانية على التوالي قائمة الدول العربية في حرية الصحافة.فمعلوم أن عشرات القنوات الفضائية والإذاعات ومئات الصحف الورقية والإلكترونية تمارس عملها في فضاء رحب لا تكدِّره رقابة ولا مصادرة ولا سجان، فضلا عن خلو السجون الموريتانية من أي سجين رأي وإلغاء حبس الصحفيين في قضايا النشر.قد تجد من “المنكرين” من يحاول التلبيس على هذه الحقائق وغيرها ويجادل فيها بأباطيل لا يسعفها الدليل ـ يريد أن يريك الظلماء نورا والنور ظلاما.لكننا نعلم أن للباطل صولة فيضمحل وأن الحق يعلو ولا يعلى عليه وأن البقاء للأصلح،
وما نسبة 81% التي وقَّع عليها الشعب الموريتاني يوم الإقتراع إلا مصداقا لذلك… وقديما قال الشاعر الحكيم:
حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه
فالقوم أعداء له وخصومُ
كضرائر الحسناء قلن لوجهِهــــــا
حسدا وبَغيا إنه لدميـــمُ
تلك سنوات مضت لسبيلها كنت فيها يا سيادة رئيس الجمهورية بطل المرحلة بلا منازع، واليوم تقف وراءك الجماهير الهادرة تصادع عن ما حققت لها من الرخاء وطيب الذكر بين الخافقين، وتطمح إلى المزيد في المأمورية الجديدة، فامض بالبلد إلى آفاق الرفاه، وسبل العزة وحقِّقْ آمال شعبٍ يثق بوعودك و يؤمن بمستقبل واعد تقوده إليه بحكمة… ولا يستخفّنَّك الذين لا يوقنون.
الكاتبة الصحفية
خدجة بنت هنون
36111703