"تكريم" أولاد لبلاد.. عطاء من لايملك لمن لايستحق

فوجئ الرأي العام الوطني بالفضيحة المدوية المتمثلة في "تكريم" أولاد لبلاد وولد امصيدف من قبل رجل الأعمال المعارض محمد ولد بوعماتو، ووصفه لهم بأنهم وطنيون مقاومون، وقد استقبل هذا الوصف بسخرية لاذعة في الأوساط الشعبية المحلية، خاصة وأنه صادر من رجل يفترض فيه التمييز بين المقاوم وبين غيره.

كانت فضيحة بكل المقاييس فأولاد لبلاد الفرقة الغنائية التي تقدم فنا هابطا بعبارات ساقطة تخدش الحياء العام، وتتنافى وقيم المجتمع، لايمكن وصفها بالمقاومة، ثم أية مقاومة يقصد ولد بوعماتو وضد من؟

كما أن الهجاء المقذع الذي يوزعه ولد امصيدف على من لم يعطه، مستفيدا من الحرية اللامحدودة التي يعيشها الموريتانيون في كنف الرئيس محمد ولد عبد العزيز، هذا الهجاء لايرقى لمرتبة الفن والأدب، ولم يقدم جديدا في عالم الشعر والإبداع والكلمات الهادفة المعبرة.

لم نكن نتوقع أن يصمت ولد بوعماتو كل هذه السنين لينطق بهذا المنكر أخيرا، ولا أن يؤسس منظمة مع شركاء غربيين لتكريم أبناء الشوارع تحت عناوين براقة.

إن موريتانيا التي احتضنت ولد بوعماتو عقودا طويلة وأوصلته إلى هذه المرتبة بين رجال الأعمال المحليين والأجانب لا تستحق عليه هذا "الجميل" وكان بوسعه أن يبقى حيث هو ينفق من ماله الذي جمعه من هذا الوطن، الذي لم يلاحقه ولم يعكر صفو مقامه في المغرب المجاورة حرصا على مصالح الدولتين واحتراما لخياراته هو الشخصية.

ما تجدر الإشارة إليه في هذا المقام أن تكريم أولاد لبلاد وولد امصيدف تكريم غير مستحق وهو أشبه بعطاء من لايملك لمن لا يستحق، فلا الرجل يملك حق التكريم ولا الثلة الفاشلة فنيا وأدبيا تستحق هذا التكريم.

تلك هي الحقيقة التي يجب أن يعيها ولد بوعماتو، وتعيها آذان "المكرمين" إن كانت واعية.

سيدي محمد ولد بوجرانه

أربعاء, 03/02/2016 - 14:56

          ​