
فيما اعتبر تمهيدا لتدخل عسكري بري في سوريا لقوات من تركيا والسعودية بالتحالف مع «التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة « أعلنت المملكة العربية السعودية، أمس، عن استعدادها للمشاركة في عمليات عسكرية برية في سوريا لملاحقة تنظيم «الدولة الإسلامية».
جاء ذلك الإعلان في تصريح رسمي للمتحدث العسكري السعودي اللواء احمد عسيري أمس الذي قال «نحن مستعدون لإرسال قوات برية لمحاربة الجماعات الإرهابية وقتال تنظيم داعش في سوريا إن لزم الأمر».
وأضاف «أن الرياض جزء أساسي من التحالف الدولي للحرب على الإرهاب». وأكد العسيري على أن المملكة لن تتردد في إرسال قوات على الأرض لمحاربة التنظيم المتطرف على الأراضي السورية متى ما أقر التحالف الدولي ذلك.
وذكر مراقبون عسكريون غربيون في الرياض أن تركيا والسعودية بالتنسيق مع قطر والولايات المتحدة ودول من التحالف الغربي استكملت استعداداتها للتدخل العسكري المباشر في سوريا، وأنها كانت تنتظر نتائج اجتماعات جنيف بشأن سوريا والتي كان مبعوث الأمم المتحدة دي ميستورا يرعاها ويمهد لها بلقاءات مع وفدي المعارضة السورية والنظام السوري .
وقد أعلن دي ميستورا فشل هذه المحادثات التمهيدية وتأجيلها إلى يوم 25 من الشهر الجاري.
وجاء الإعلان السعودي الممهد للتدخل العسكري في سوريا في أعقاب التطورات العسكرية الأخيرة في شمال حلب، والتي جعلت قوات النظام وحلفاءها من الميليشيات الشيعية بدعم جوي وعسكري روسي تحقق تقدما عسكريا في المناطق الواقعة شمال حلب وبالقرب من الحدود مع تركيا، الأمر الذي أدى إلى لجوء نحو 60 ألف سوري إلى الحدود مع تركيا هربا من المعارك، الأمر الذي جعل تركيا تحشد قوات ضخمة على الحدود مع سوريا .
وقد اتهمت وزارة الدفاع الروسية أمس الخميس تركيا بحشد قواتها قرب الحدود مع سورية استعدادا لغزو الأخيرة.
وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية ايغور كوناشينكوف في تصريحات أوردتها وكالة «ايتار تاس» أمس الخميس «لدينا اسباب قوية للشك في أن تركيا تقوم باستعدادات مكثفة لشن عملية غزو عسكري على أرض دولة ذات سيادة وهي الجمهورية العربية السورية».
وكانت «القدس العربي» قد نشرت قبل أسبوعين تقريرا عن وجود تنسيق سعودي- تركي بالتفاهم مع واشنطن لتدخل عسكري قريب في سوريا من أجل دعم ومساندة قوات المعارضة السورية التي تواجه ضغوطا عسكرية كبيرة منذ ان بدأ التدخل العسكري الروسي في سوريا ينقلب لصالح النظام.
وقد حملت السعودية وعلى لسان وزير خارجيتها عادل الجبير يوم أمس النظام السوري مسؤولية فشل محادثات جنيف، كما حمل وزير الخارجية الأمريكي جون كيري روسيا والنظام السوري هذه المسؤولية، ووافقهما بالرأي الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي اتهم روسيا والنظام السوري بتصعيد عملياتهم العسكرية مؤخرا الأمر الذي أفشل محادثات جنيف.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن مزاعم تركيا بانتهاك الطائرات الحربية الروسية لمجالها الجوي يمكن ان تكون بمثابة «غطاء لتكثيف الأنشطة العسكرية بالقرب من الحدود التركية السورية».