انعكاسات الأسلاك الكهربائية في الأحياء العشوائية

حيث ما اتجهت داخل الأحياء العشوائية تواجهك الأسلاك الكهربائية المنتشرة في الأزقة الضيقة والطرقات؛ مساهمة  في إضاءة الظلام الدامس داخل هذه الأحياء وحاملة لسكان العشوائيات (الكزرة) ما يبدد انتظارهم الطويل لمتابعة أفلام ومسلسلات عبر التلفاز وتسهل لهم استعمال الهواتف الذكية.

حاجة السكان وعجز السلطة

لتنوير ظلمة ليلهم البهيم ولتشغيل أجهزة التلفاز وشحن بطاريات هواتفهم تتجلى لك حاجتهم الماسة للكهرباء؛ وفي ظل عجز الدولة عن إمدادهم بكهرباء أكثر أمنا من خلال شبكة الكهرباء التي تشرف عليها الشركة الوطنية للكهرباء "صوملك" الحكومية يلجأ كثير من المواطنين لمد أسلاك كهربائية يشرف عليها سماسرة يقطنون في كل حي ويوزعون الأسلاك على السكان مقابل مبلغ رمزي يتفق عليه الطرفان يسدد في نهاية كل شهر، وذلك من خلال التعامل مع موزع محلي للكهرباء يكون لديه معاونون يساعدونه في إمداد السكان بهذه الأسلاك بعد إبرام الصفقة، ويتراوح ما يدفعه السكان من مبالغ بين 7000 إلى 4000 كحد أدنى.

خطورة وتشويه

تشكل الأسلاك الكهربائية خطرا كبيرا على السكان، حيث تنتشر في منعرجات قرب منازلهم ممتدة من محطات رئيسية يتخذها السماسرة لإمداد الأحياء بالكهرباء، وتشتد الخطورة أكثر بالنسبة للأطفال الذين يقصدون ممرات هذه الأحياء للعب وتقول إحدى القاطنات أن هذه الأسلاك وضعت حياتهم في طوارئ دائمة فتحذير الأطفال منها ونصحهم بالابتعاد عنها بات شغلهم الشاغل وأن قلقهم يزداد عند خروج كل طفل من المنزل حتى يرجع، وتتلقفك عشرات القصص عن أطفال فقدوا حياتهم بسبب هذه الأسلاك، إحدى قصص الهلاك المؤلمة هذه تروي مأساة طفلة في مقتبل العمر حول تماس كهربائي في مقاطعة توجنين جسدها الناعم لقطع من الفحم، وقبلها لقي مسن حتفه في حي الترحيل في ليلة ماطرة ضمن عشرات الحالات المماثلة في مختلف الأحياء التي تعرف انتشار مثل هذه الظاهرة.

هذه الأسلاك تساهم في حدوث صعقات كهربائية تحدث خصوصا في فصل الأمطار؛ حيث تختلط مع المياه مشكلة خطرا على حياة الناس وحتى الحيونات؛ إذ إنها طالما قتلت بعض الحمير أو الغنم أيضا، الحرائق هي الأخرى قد تتسبب فيها هذه الأسلاك؛ فتماس بسيط قد يفقد فيه مواطن عريشه المقام من الخشب أساسا هذا إن نجى البشر من ألسنة النيران.

كما تساهم الأسلاك الكهربائية في تشويه المنظر العام للحي، حيث تبرز بألوانها المختلفة متعرجة كالثعابين الزاحفة.

تدافع المسؤولية

يلقي السكان بالمسؤولية على الدولة متهمين الحكومة بالتقاعس في تخطيط أحيائهم وإمدادها بالخدمات الأساسية من كهرباء ومياه؛ ويبرر السماسرة تعاملهم مع السكان بحاجتهم الماسة للعمل في ظل البطالة المنتشرة والفقر، وظهر في الساحة مؤخرا اتهام خطير للشركة بالتغاضي عن السماسرة مقابل رشاوى يقبضها نافذون في الشركة يسهلون للسماسرة عملهم ليكونوا شركاء في الاستفادة المترتبة على العمل، وطالب البعض بسن قوانين مجرمة للتلاعب بالكهرباء في ظل غياب أجهزة التحكم في الطاقة الكهربائية لتأمين استخدامها.

ويبقى السؤال مطروحا هل ستعي الجهات المسؤولة عن ظاهرة الأسلاك الكهربائية انعكاساتها الخطيرة أم أن موزعي الموت سيستمرون في تعميق مآسي ساكنة هذه الأحياء ؟!

 الصحراء

اثنين, 15/02/2016 - 10:33

          ​