حبك وجع!

قدم إلينا وقد تدثر بثياب الإلتزام،وقال لنا إن الموسيقى حرام،فتحنا الراديو للإستماع لنشرة الظهيرة،فوضع إصبعه على زر الصوت حتى يخفضه بالتزامن مع اللحن المميز الذي يسبق العناوين الرئيسية،ليرفعه من جديد بعد انتهاء اللحن،كان متحمسا وحديث عهد بتأدية صلاة الصبح قبل شروق الشمس،بعدها بسنوات تزوج بفتاة صغيرة من شريحة 3G،قامت بتبيض أفكاره وقرصنة لحيته،فوجده أحدهم بالصدفة في سيارته الألمانية الصنع وصوت المطربة اليسا ينبعث من مسجل سيارته وهي تغني "حبك وجع"!
أيها الوطن حبك وجع،أيتها المعارضة نضالك وجع،أيتها الحكومة سياستك وجع،أيتها النخبة ثقافتك وجع.
أيها القمر البعيد عليك أن تنحني خلسة،وتهمس في أذنها اليسرى قبل أن تنام لتخبرها بأن حبها وجع،أيتها السبورة السوداء النظر إليك وجع!
أحدهم قال لي:
بأن كتاباتي طويلة ومملة وبلا فائدة،أنا يا صديقي لست بنكا ولا أبحث عن الفائدة،الشيء المفيد الذي قمت به في حياتي أنني رسمت قلبي فوق لساني حتى يكون مرئيا للجميع،عندما شعرت أن أخي الأكبر يراقب هذياني خلسة،زرعت أمام عينيه عدة تدوينات متهورة كلها تتحدث عن الحب،ليس في جعبتي الكثير من الحكم والمواعظ ولا أجيد التصنع والتكلف،ولا أنوي خوض السياسة حتى لا أضطر يوما للجوء إلى الكذب،أدرك جيدا أن الله يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور،وأن الإبتسامة في وجوه الناس صدقة،وأن الكلمة الطيبة صدقة.إنها ليلة الجمعة ربما كان علي أن أكون واعظا،لكنني لكي أكون صادقا،سأكتفي بالإعتراف بأنني وقعت في الحب على الطريقة الكلاسيكية،نظرات يتيمة شحنت قلبي بالحنين والورع والسكينة والوجع!
هنا تامشكط،من فوق كثيب رملي ناعم رفقة القمر والرياح وصديق عالق يبحث عن سيارة تعيده إلى اليابسة،وقد اعترف لي أنه وقع في حب المقاطعة من النظرة الأولى....أما نصيحتي لكم أن تكثروا من مساعدة الناس وإن لم تستطيعوا أحيانا فعل ذلك،فلا تزرعوا الأشواك في طريقهم،طابت ليلتكم.
منتصف الليل و49 دقيقة....26 فبراير

جمعة, 26/02/2016 - 11:54

          ​