
أصبحت دولة موريتانيا في الآونة الأخيرة ضحية صراعات قوية تدب بين أجنحتها وتجتاحها من الداخل والخارج.
فهناك مجموعة من اللوبيات لاتخدم غير مصالحها الخاصة، حتى أصبح المواطن والوطن العزيز ضحية لهذه التجارة التي تتم بكل سرية، حيث أن أسرار موريتانيا الخطيرة وكل ما تبيّت من نية أصبحت سلعا تباع وتشترى بالذمم في الخارج لأيادي أجنبية، وباسعار بخيسة، وفي داخل البلد وعلى أيد تدّعي أنها تقف لجانب النظام وتدعمه، وقد بدت اللعبة مكشوفة للعيان، ولا أحد يفوت عليه من يقف خلف هذه اللعبة الخبيثة.
وحتى أنك تجد بعض المسئولين ينتقدون ويعيبون الحزب الحاكم والحكومة والرئيس نفسه وهم مسئولون في الدولة وهم من يستفيد من الدولة، ويعترفون بذلك في مجالسهم العامة والخاصة، وحسب بعض المتابعين للساحة السياسية فإن بعض المسئولين أصبح يستفيد من بيع أسرار الدولة لجهات أجنبية، ويكسب من ذلك المال الوفير، حيث تخوله مكانته أن يكسب ثقة الدولة ويحصل على معلومات خطيرة، وبذلك يسعى في مصلحة لتحطيم كيان الدولة مقابل فتات زائل.
بعض المراقبين يذكر أن بعض هؤلاء الذين يعملون ضد الناظم ويحاربون الوطن، ينالون مقابلا ماديا وتعويضات معتبرة من جهات خارجية، حيث تم رصدهم في بعض الصرافات في سوق العاصمة، خلال أخذهم ثمن ما باعوا من الوطن، وهم معروفون حسب بعض المتابعين.
هل أن ولد عبد العزيز على علم بهذه القضية التي لم تعد تحاك في الظلام بل أصبحت واضحة للجميع ويصر على التغاضي عنهم؟ أم أنه يشيح ببصره عن صراعات موالاته التي تخدم أيدي أجنبية، حتى يمسكهم بقبضة من حديد ليذيقهم وبال أمرهم ومرّ ماصنعوا بدولة هي أحوج إليهم من غيرها؟
إن نظام ولد عبد العزيز يفتقد لرجال الأعمال، حيث أنه لكل نظام رجال أعمال يسهرون على تسوية مشاكله وتجاوز التحديات التي تعترض طريقه، أما الرجال الذين يقفون خلف ولد عبد العزيز فهم أخطر عليه من معارضته و من ألد أعدائه، وبدلا من أن يعينوه في حل المشاكل التي تزاحمه يجتهدون في صنع مشاكل تعيقه وبطل عليه ما يطمح له، إنه على ولد عبد العزيز أن يتخلص من كل رجال الأعمال الذين يحيطون به ويبحث عن رجال مستقيمين لهم مكانة اجتماعية ووزن سياسي معتبر، حتى يستطيع بناء دولة القانون والمساواة.
لا شك أن لدى ولد عبد العزيز وزيرا أول قويا وشخصيات هامة في الحكومة وأن له حزبا قويا له قيادات قوية لو منحت الثقة لاستطاعات أن تخرجه من هذ اللعبة السرية التي تعبث بالدولة، وله بعض المخلصين من الرجال والنساء مضايقين من طرف لوبيات، وليس على ولد عبد العزيز سوى تفعيل أداء الشخصيات الاستثنائية والتي مازال بها بقية من مواطنة ولها وفاء وإخلاص.
اتلانتيك ميديا