لا تعرف حقيقة الرجال الا في اللحظات العصيبة , ولا يظهر معدنهم الصافي الا عند تعرضهم للإختبار.
فقد عُرف الموريتانيون عموما , وقواتهم المسلحة الباسلة خصوصا بأنواع من الشجاعة والبطولة قلّ نظيرها في التاريخ المعاصر , يشهد لهم بذلك القاصي والداني , فالجندي الموريتاني معروف في ميادين الوغى بالبسالة والاقدام , يتلقى بصدره الموت غير جبان ولا هيّاب.
وقد تجلت هذه البطولة بكل معانيها في واحد من خيرة الضباط الموريتانيين في عملية "لمغيطي" المشهورة , حيث يروى أحد الشهود العيان لعملية ذبح تنظيم القاعدة للقائد العسكري الموريتاني البطل المرحوم النقيب "محمد ولد الكوري" قائد الحامية" أنه كان يردد الشهادة حتى آخر رمق من حياته دون فزع ولا وجل , وذلك أثناء هجومها على القاعدة في فترة الرئيس السابق ولد الطايع وقال الشاهد بأن موريتانيا من "التنظيم الارهابي" تظهر عليه علامات التدين الشديد زار القاعدة في صباح اليوم الذي سيشهد غدر القاعدة بالحامية العسكرية زعم بأنه ضيف تاجر يبيع بعض السلع حيث أمر ولد الكوري بإكرام وفادته وصلي الجنود معه الظهر والعصر جماعة ما يظهر غدر وخيانة عناصر القاعدة التي تدعي الإسلام وفي فجر اليوم الموالي بدأ هجوم القاعدة علي الحامية العسكرية ولم يستغرق السيطرة علي القاعدة العسكرية الموريتانية وقتا طويلا نظرا لضعف التسليح وعدم جاهزية الكثير من الاسلحة وعامل المباغتة السريعة , ورغم ذلك قاوم الجنود الموريتانيون ببسالة ومنهم قائدهم ولد الكوري الذي رفض الإستسلام رغم عدم تكافئ القوة وظل يقاتل حتى نفاذ ذخيرته.
وبعد أسره من طرف القاعدة عرضوا عليه القيام بتسجيل مصور يعترف فيه بكفر الجنود الموريتانيين مقابل العفو عنه , لكنه رفض في شجاعة نادرة قائلا بأن الكافر هو من يستبيح دماء المسلمين , وكان ضمن عناصر القاعدة بعض الموريتانيين الذين اطلق سراحهم بعد سجنهم في نواكشوط , وقد ظل النقيب الشهيد محمد ولد الكوري يردد شهادة التوحيد حتى استشهاده ذبحا.
مواقع
