من هو الصحفي ؟

قد يقول لك قائل بأن في موريتانيا، لا يوجد صحفي واحد، ودليله على ذلك هو عدم تخصص هؤلاء في مجال الصحافة..
طبعا كثير ممن يمتهنون هذه المهنة، امتهنوها كهوات، حيث لا تتوفر موريتانيا على معاهد أو كليات للصحافة، لكن مالذي يدرس الآن في المعاهد والكليات لطلبة المجال؟
ما يدرس لهؤلاء مجرد اجتهادات لأناس خبروا المجال، وعملوا فيه ردحا من الزمن، فوضعوا خبرتهم في كتب تدرس للأجيال من بعدهم، فهل من الممكن أن ننظر لأحدهم ونقول له أنت لست صحفي؟ لأنه لم يتخصص في المجال، صحيح في موريتانيا يحتاج مجال الإعلام إلى ضبط، ويحتاج أصحابه إلى كثير من التكوين، لكن من غير المنصف أن نقول لهم أنتم لستم صحافة..
الآن أصبحت صحافة المواطن تجتاح العالم، في ظل تطور التكنلوجيا، وأصبح من الممكن أن تعد تقريرا بهاتف ذكي، وتوصل به الخبر أو الحدث لأكثر شريحة ممكنة من المتابعين، إذا كانوا هؤلاء استحقوا أن يطلق عليهم صحافة المواطن، مابالكم بمن امتهن المهنة سنين عددا، وخضع لدورات تكوينية من مختصين واكتسب خبرة طويلة في المؤسسات الإعلامية، هل نقول بأنه لا يستحق لقب صحفي؟
في مجال الإعلام الوطني، شباب عشقوا المجال من الصغر، وهم مستعدون لدفع الغالي والنفيس لأجل المهنة، ولا أدل على ذلك من الصبر على الاستمرار في واقع مزري، فقط لأجل تحقيق أحلامهم في مجال لا يدر عليهم في الوقت الراهن سوى بالتعب المضني، و تقطع الأحذية، وشئتم أم أبيتم فهؤلاء هم مستقبل المهنة، فالتطلقوا عليهم صحافة أو أشباه الصحافة، لكن المشكلة ليست فيهم بل في من لا يعرف من هو الصحفي ..
وعلى النقابات والتنظيمات الناشطة في المجال، أن تستيقظ من سباتها، وأن تعمل على تكوين الشباب الجاد ولا أعني المقربين من مديري المؤسسات، فكلما وصلت رسالة لمدير تطلب شبابا للتكوين أرسل المقربين منه، وترك الآخرين .
وعلى الدورات التكوينة الا تكون مجرد ذر للرماد في العيون، مثل دورات ثلاثة أيام تنتهي بدون استفادة تذكر..

اثنين, 21/03/2016 - 09:08

          ​