انتهى الحوار، انتهى حتى قبل أن يبدأ، جولة قصيرة ثم مغادرة كما تقول الأغنية الفرنسية الشهيرة، حيث اقتصر الأمر على فسحة إلى جانب قصر المؤتمرات مع افتتاح مهيب من طرف وزير الاتصال ثم لا شيء.وفد المنتدى الذي يتشبث بالحوار مع السلطة عبر حكومتها وليس عبر أحزاب الأغلبية؛ ترك القاعة مع مغادرة الوزير، عندما يحضر عضو في الحكومة أيا يكن سنحضر وإلا فلا، الأمر واضح.
المعارضة لا تريد السقوط في حفرة 2009 و2013. المفاوضات هي أمر هام لا يوكل إلى الصف الثاني، نحن نتفاوض بجدية ونطرح أوراقنا على الطاولة دون تابوهات ودون شروط مسبقة، أو نعود إلى مواقعنا الأصلية والكل لديه الحرية في اختيار طريقه.
قد يلحق الأمر العار بالمعارضة، عندما تتعرض للخديعة كما حصل منذ عام 2008، لكننا يجب أن نعترف لها أنها تعقلن الأمور أكثر؛ على الأقل حتى الآن، فهي لم تستبعد التعرض لمواقف محرجة، كما حصل العام الماضي مع الإسلاميين عندما شاركوا في الانتخابات تحت تهديد السلطة بضربهم فكسروا موقف المعارضة بالمقاطعة.
ومن المؤكد أن حل جمعية المستقبل ليس إلا محاولة ثانية لدفع الحزب نحو المشاركة في الانتخابات الرئاسية؛ وهو ما سيفقده كل مصداقيته.
لقد اعتادت معارضتها على التحولات المفاجئة، حتى من الذين لم يكن يتصورون أن تأتي المعارضة من قبلهم.
وإخلاء للمعارضة من المسئولية؛ يجب أن نعترف بأن السلطة لم تسع لتسهيل قيام المعارضة بمهمتها. حيث يتم إقصاء كوادرها وحرمان رجال أعمالها وشيطنة قادتها، ثم أصبحت حساسة بشكل مفرط من دق صافرات الإنذار.
سياسة البطون التي وضع لها الأساس في عهد ولد الطايع كانت لها أيامها الجميلة في مواجهة المعارضة؛ يجب أن يعترفوا إذن بالهزيمة؛ والصراع الآن بين السلطة والمنتدى حول حوار جاد هي مناسبة –غير متوقعة بالنسبة للمعارضة- لتحسين صورتها؛ بشرط أن لا تتصدع جبهتها؛ إذا استمرت الجبهة متوحدة؛ فسوف تتحرك الأمور أو على الأقل لن يلدغوا من جحر الانتخابات.
لكن هذا المشهد الحالي يذكرنا بوضعية نظامنا السياسي، انتخابات كثيرة تدفع الأطراف للحوار، وهو الحوار الذي لا يستطيع الرئيس تجاهله لكنه يوفد إليه أحد وزرائه ليقتصر حضوره على الافتتاح، وهو مشهد يريد منه أن يعطي الانطباع بأنهم مجموعة من الحمام يرمى لها البذور، أي تهريج هذا؟ لكن قل لي أليس الذي يكسب في الأخير هو الديك الرومي؟
Le calame N° 925
ترجمة: الصحراء