السَّرِقَةُ سَرِقةٌ ،مهْما كانتْ سطْوا على المُمْتلكاتِ الماديةِ، أو المَعْنَوِية،وهي – في الحالتيْن- فَعْلٌ مُجَرَّمٌ بلغة الشرائع والقوانين،وبرُوحهما أيضا،غَيْرَ أنَّ الملْكيةَ الفِكْريةَ أهَمُّ عند صاحبها من جميع ملْكِياتِه المادية،لأنَّ جهْدَه المَبْذولَ فيهَا
أكْبَرُ وأشَقُّ،كمَا أنَّ فَخْرَه ونشْوَتَه بمُنْجَزِه الإبْداعي أعْظَمُ من كلِّ لَذَّاتِ التَّمَلُّكِ الأخْرَى،لإدْراكِه أنَّ هذا المُنْجَزَ باقٍ في حِسابه الخاصِّ،أبَدَ الآبِدِينَ،خِلافاً لتَرِكاتِه المادية التي سَتتوزَّعُها أيْدِي وَرَثَتِه،فوْرَ مَمَاتِه.
وخُلاصةُ الخُلاصَةِ أنَّ المُبْدِعَ لا يَجوزُ له من أنواع السرقاتِ إلا سَرقةُ نارِ ابْرُومثيوس إبْداعًا،وسرقةُ القُلوبِ إعْجابًا،وسرقةُ طاقاتِ عُمْرِهِ الفَانِي، لِتَشْييدِ هَرَمِ خُلُودِه الباقي.
------------------------
من صفحة الأستاذ أدي آدب على الفيس بوك