على مدى ستين عاما تقريبا توالت على حكم موريتانيا أجيال من الرؤساء، من مشرق البلاد وغربها وشمالها وجنوبها، حاول بعضهم عن حسن نية ربما ترك بصماته وتحقيق الحد الأدنى من طموح أبناء هذا البلد، وانشغل البعض الآخر بتحقيق "أمجاد" وهمية لنفسه، على حساب تطلعات وآمال المواطنين.
وحده الرئيس محمد ولد عبد العزيز الذي يدير دفة الحكم منذ ثمانية أعوام مثل الاستثناء الوحيد في قادة البلاد، فقد جاء صبيحة الـ6 أغسطس 2008 ليجسد أحلام الفقراء، وينعش طموح المحرومين، وهكذا دب الأمل في ربوع البلاد كافة، وتحركت وتيرة المشاريع الخدمية والبنى التحتية، وتدفق الماء عذبا زلالا في آلاف البيوت.
دشن الرئيس عهده الميمون بزيارة أكواخ الصفيح كأول رئيس يدخل إلى أكواخ الفقراء في حزام البؤس الذي كان يلف العاصمة لمدة 40 عاما، قبل أن يطرد سفارة الكيان الصهيوني في أول خطوة تاريخية شجاعة في الوطن العربي.
وتحركت الجرافات لتسوية الأرض تمهيدا لمنحها للفقراء كحقهم الطبيعي في الحصول على مسكن لائق في وطنهم، كما بدأت الآليات تتحرك لبناء الطرق في العاصمة وداخل البلاد، وتم إنجاز أكثر من 1000 كلم في ظرف وجيز.
وعلى مستوى العاصمة ينتظر بعد أيام تدشين أول مطار حديث بالمواصفات الدولية، سيستقبل قادة الدول العربية في اجتماع قمة عربية تعقد لأول مرة على أرض موريتانيا تتويجا لسياسات الرئيس الخارجية التي أعادت موريتانيا إلى مكانها الطبيعي في صدارة المشهد العربي والإفريقي.
وفي نواكشوط التي تضاعف حجم ساكنتها تضاعفت البنى التحية من طرق ومشافي وشوارع وكهرباء، حتى ليخيل إلى ساكنتها أنهم نقلوا فجأة إلى مدينة أخرى غير تلك التي ألفوها نصف قرن من الزمان.
بالمختصر.. فإن ما تحقق في عهد الرئيس محمد ولد عبد العزيز فاق التوقعات وكان تجسيدا لإرادة الرئيس الذي وضع في أولوياته النهوض بهذا البلد وتحقيق أحلام فقرائه,, الرئيس الذي انتظرته موريتانيا 60 عاما قبل أن يصل..
آتلانتيك ميديا