نكران صالح لجميل الرفاق..!

انقضت حلقات "الشاهد" على العصر صالح ولد حنن قبل أيام بما أثارته من لغط وردود فعل حول تصريحاته المثيرة للجدل، حتى لا نقول الشفقة، فقد ظهر ولد حنن كما لو كان يتحدث من عالم آخر، عن بلد ووقائع جرت خارج الكوكب إن لم نقل المجرة برمتها.

أول سقطات ولد حنن هي تجاهله المطلق لأدوار زملائه، والظهور بقناع "سبيدر مان" في محاولة انقلابية فاشلة، لم تثمر سوى الدموع والدماء، وللمرء أن يتساءل ماذا  لو نجحت محاولة الـ8 يونيو 2003 وكيف ستكون "شهادة" صالح على العصر..

إن اختلاق الأمجاد الوهمية، والصعود على الأبراج العاجية يتنافى كليا مع فلسلة ورؤية "الثوري" القادم من رحم الشعب ومعاناته، وليس من شيم العسكري أيا كان نكران جميل رفاق دربه ومحاولة سرقة جهودهم في الحرب والسلم.

يتحدث ولد حننا في إحدى الحلقات عن دوره أيام كان "أستاذا" في المدرسة الوطنية لمختلف الأسلحة، مع العلم أن صالح لم يمارس التدريس ولو ليوم واحد في المدرسة المذكورة.

يضيف أيضا أن الانقلاب فشل بسبب "خذلان" بعض الرفاق، وهم نفس الرفاق الذين حاول ولد حنن سرقة جهودهم، فلولاهم لما كان بالإمكان السيطرة على وحدة الدروع التي مثلت العمود الفقري للمحاولة، وهم نفس الرفاق الذين دخلوا القصر الرئاسي، وقيادة الأركان، وسيطروا على مراكز المدينة الحساسة، وحافظوا على السلم في أوقات حرجة جدا.

تجاهل صالح في شهادته أيضا "حلفاء" "دوليين" لعبوا أدوارا كبيرة في احتضان قادة الانقلاب وأمدوهم بالمال ووثائق السفر وحموهم عند اشتداد الكرب.. واستعاض عنهم بأدوار وهمية لجماعة الإخوان التي حولته إلى ناطق باسمها، يحمل مشروعها "الفكري" تسويقا وتزويقا..

لايترك الرجل فرصة خلال الحديث للإشارة إلى ضمير "الأنا" المسيطر عليه إلا واقتنصها، بإفراط ممل، فيكثر من استخدام ضمير المتكلم "قمت" وقلت" و"أمرت" و"تلقيت" و"قبضت"...! في أسلوب بعيد من العلمية والموضوعية، مكرسا الأنانية والذاتية في جميع أحاديثه.

بغض النظر عن الردود التي جاءت معقبة على كلام ولد حنن إلا أن تلك الفترة القريبة من تاريخ موريتانيا لن تعدم من يكتب عنها بموضوعية خاصة وأن جميع الفاعلين فيها ما يزالون أحياء يرزقون بحمد الله.

اليوم "يقود" صالح منتدى الديمقراطية في رئاسته الدورية، ومع تسلمه للرئاسة كثر الغمز واللمز بين قادة المنتدى في سلوك الرجل، وأبدى بعضهم خشيته من انحراف رسالة المنتدى، بسبب ماضي الرئيس الدوري وتاريخه غير المشرف في علاقاته بالسلطة و المعارضة وحتى العسكريين السابقين من رفاق الدرب والسلاح و"القضية".

د. أحمد ولد اميسه

ثلاثاء, 26/04/2016 - 13:51

          ​