الاسفنجيات شعبة من الحيوانات ألافقارية تنمو حصرا في المياه وخاصة المالحة منها تنتشر علي أعماق متباينة قد تصل في بلادنا لأكثر من ألف وتسعمائة متر، وهي تتباين تباينًا واضحًا، في الشكل واللون والحجم؛ فيكون بعضها مستديرًا بينما يشبه بعضها الآخر المزهريات في الشكل. ويتخذ كثير من الإسفنج شكل الجسم الذي ينمو عليه، مكونًا قشرة حية على ذلك الجسم. ويتفاوت لون الإسفنج البحري من اللون الأصفر الفاقع، أو البرتقالي، أو الأرجواني إلى الرمادي، أو البني.
تتغذى الإسفنجيات بالدقائق الغذائية التي يحملها التيار المائي المار بجسمها عبر الثغور حيث تقوم ببلعمتها والتخلص من المخلفات عن طريق فتحات أخري تدعي الفوهات.
استخدم الاسفنج منذ القدم لنفس الأغراض التي لا يزال يستخدم لأجلها اليوم، فنعومة بعض أنواعه ،و قدرتها الامتصاصية العالية ،جعلت منه مطلبا لفترة طويلة من الزمن ،إلا انه اليوم استبدل بالاسفنج الصناعي الذي يصنع في العادة من سليولوز ألياف الخشب، أو البوليمرات البلاستيكية الرغوية.
يبلغ تنوع العالم من الاسفنجيات 5000 نوعا، تنتمي لثلاث صفوف هي صف الإسفنجيات الكلسية Calcareaو صف الإسفنجيات السيليسية أو السداسية Hexactinellida
و صف الاسفنجيات الغروية Demospongiae والذي تنتمي إليه كل الأنواع التي تم التعرف عليها حتي ألان في موريتانيا والبالغ 37 نوعا تمثل 0.74 % من تنوع العالم.
اسفنجيات موريتانيا
لم تنل بعد اسفنجيات موريتانيا من الدراسة ما تستحق فباستثناء بحوث قليلة قام بها Lendenfeld 1907; Topsent 1918, 1928; Arnesen 1932; Burton 1956; Lévi 1952 إلا أن أهمها علي الإطلاق ما قام به العالم R. W. M. van Soest الباحث في معهد التصنيف الحيواني التابع لجامعة أمستردام والمعنون توزع الاسفنجيات في الجرف القاري بموريتانيا.
إن الأنواع المتعرف عليها حتي الآن تنتمي لصف واحد هو صف الاسفنجيات الغروية والذي يضم أربع رتب تهيمن عليها:
* رتبة Poecilosclerida والممثلة بسبع عائلات واثنان وعشرون نوعا
نذكر منها عائلة Esperiopsidae والتي تضم في بلادنا ثلاثة أجناس من أصل أربعة هو ما تحويه عالميا وهي: Amphilectus – Esperiopsis – Ulosaومن الأنواع التابعة لها Amphilectus strepsichelifer وهو اسفنج رخو بحري مرشح لا يملك حهازا عصبيا كما نذكر أيضاUlosa capblancensis والذي اخذ اسمه من الرأس البيض في انواذيبو.
* رتبة Hadromerida والممثلة في بلادنا بثلاث عائلات، ومن الأنواع التابعة لهذه الرتبة Adreus micraster و و Suberites domuncula وهو اسفنج من الأنواع شديدة السمية للكائنات البحرية ومن أنواعها أيضا Haliclona mucosa وهو اسفنج شديد التفرع
مصفر اللون ذو لزوجة عالية ومن تلك الصفة اخذ اسمه كما نذكر الاسفنج المتطفل Cliona spec. والقادرة علي إفراز مواد تذيب صدفة المحار ليتطفل عليه.
* رتبة Dictyoceratida وتضم عائلة واحدة يتبعها نوع وحيد هو Hippospongia mauritiana وهو اسفنج يستخدم للإغراض المنزلية بسبب نعومته وقدرته الامتصاصية العالية
* رتبة Astrophorida وتضم عائلة واحدة ممثلة بنوعين نذكر منهما .Dercitus senegalensis
الأهمية البيئية والاقتصادية للاسفنجيات:
* تمتاز الاسفنجيات بظاهرة التجديد لذلك تستخدم في الدراسات الطبية في مجال زراعة الانسجة وغير ذلك في المجالات العلمية؛
* تعد الاسفنجيات علي غرار الشعاب المرجانية وشقائق النعمان موئلا للعديد من الكائنات البحرية حيث تجد الملاذ والغذاء وهي بالتالي تلعب دورا بيئيا بالغ الأهمية خصوصا في بيئة الأعماق كما أنها تملك قدرة كبيرة علي الدخول في علاقات بيئية معقدة مع كائنات أخري غالبا ما تكون منتجة حيث توفر الاسفنجيات الملاذ والحماية فإفرازها لبعض المواد الغير مستساغة يجعلها بمنآي عن المفترسات بينما توفر الكائنات الأخرى الغذاء؛
* تقوم الاسفنجيات بتصفية كميات هائلة من المياه حيث تمر من ثقوبها وتخلصها من العديد من المواد السامة وهي بالتالي تلعب دور المنظف البيئي؛
* العديد من أنواع الاسفنج تستخرج منها مضادات حيوية تكافح العديد من الطفيليات ويعتقد علي نطاق واسع بأنها قد تكون مخزن أدوية في المستقبل المنظور.
تزخر بلادنا بتنوع إحيائي هائل لا زال مجهولا إلي حد كبير، وان كانت مراكز البحوث عبر العالم تنيط اللثام عنه بشكل مستمر، وتعد بيئتنا البحرية لوحدها كنزا ثمينا ينتظر من يفك أسراره.
لقد درس الفرنسيون تنوعنا النباتي والأسبان تنوع البرمائيات أما الهولنديون فيعود لهم الفضل في دراسة تنوع اسفنجياتنا أما نحن فلا نكلف أنفسنا حتي عناء معرفة ما ينشر عن بيئتنا.
بقلم المهندس:الهيبة ولد سيد الخير