واحدة من أجمل المدن العربية، تتنفس في شوارعها عبق التاريخ، وتجالس على مقاعد مقاهيها عمالقة الأدب والشعر والصناعة والزراعة.. حلب مدينة المتنبي وعاصمة الثقافة العربية، دخلها رسل حضارة الدمار والخراب والعويل، القادمين مع الهزيع الأخير من الليل من جارة السوء تركيا أردوغان،
فعاثوا فسادا في الزرع والضرع، والعمارة والحجارة، وقتلوا وشردوا ونفوا وفككوا المصانع وحملوها إلى تركيا الإخوانية.
جاءوا بليل ككل لصوص الدنيا، حشدوا واحتشدوا، وتكفلت دويلات مزارع الخليج "العربي" بمدهم بالمال والسلاح ووثائق السفر، حتى أن عدد العابرين من الحدود التركية في اتجاه حلب بلغ 10.000 آلاف إرهابي في يوم واحد من العام 2013، جاءوا من الشيشان والهند والسند ومن أوروبا الشرقية والغربية، وكل أصقاع العالم.
على مدى 4 سنوات هي عمر احتلال العصابات الارهابية لأجزاء واسعة من حلب، لم نسمع كلمة أو نحس ركزا لأحد من هؤلاء الذين يدمرون حلب ويذرفون دموع التماسيح عليها اليوم.
ما يجري في "الشهباء" اليوم أن الجيش العربي السوري يعمل على إطفاء الحريق الملتهب في هذه المدينة منذ أربعة أعوام، وهو اليوم يخطو آخر خطواته على هذا الدرب بعد خمسة أشهر من عمليات تطهير أرياف المدينة من العصابات الإرهابية المسلحة وقطع طرق الإمداد التي تربطهم بتركيا.
حلب تنتصر.. وستعود قريبا إلى حضن الوطن السوري آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا كما كانت من قبل وستظل..
فاطفوا النار يا عشاق الدماء والدموع والخراب، وكفوا ألسنتكم الحداد الأشحة على الخير، يا جوقة المهرجين، فقد ولى زمن المغالطات والضحك على الذقون إلى الأبد.
البديل