هل تنقذ الدولة المنقبين عن الذهب قبل فوت الأوان؟

لا يمر يوم إلا وعينك ترى ما يفوق العشرة من السيارات المحملة بمختلف الأثاث تتجه نحو صحراء الشمال بحثا عن الذهب، رغم ما يقف دون ذلك من عوائق كبيرة قد يفقد الانسان دونها حياته، إلا أن المواطن الموريتاني أصر على خوض هذا الغمار بكل ما يملك وما لا يملك.

فما إن ثبت اكتشاف معدن الذهب في منطقة الشمال الموريتاني، حتى هرع المواطنون بالآلاف نحو عين المكان، وباتت المنطقة تعيش حالة من الفوضى والاضطراب لكثرة الوافدين على المنطقة ولصعوبة المناخ والعيش هناك، حيث أن أغلبية الموريتانيين باعوا ثرواتهم ومنازلهم وبذلوا كل جهدهم في شراء أجهزة التنقيب وسيارات رباعيات الدفع، للذهاب إلى الذهب.

لكن رحلة البحث عن الذهب لم تعد عملية شاقة تنتهي بالحصول على كمية من الذهب تحيل صاحبها إلى صفوف الأثرياء بل أصبحت رحلة محفوفة بالمخاطر وغير مأمونة العاقبة، وقد شهدت مؤخرا بعض الحوادث المفزعة، فقد فيها بعض الناس أرواحهم وراح ضحيتها رجال كثيرون، وجن بعضهم، هذه الحوادث المتتالية جعلت الرأي العام ينظر إلى الرحلة وكأنها ليست سوى تهلكة وخدعة وضعتها الدولة للاستفادة من جيوب المواطنين بخدعة الثراء.

وقد ثبتت خطورة الرحلة بالكثير من القصص التي رواها العائدون من الرحلة، حيث أن بعض المواطنين أصيبوا بالجنون بعد أن فقد ماله في سبيل وهم وبعد أن لم يحصد غير التعب والمشاكل، كما أصيب بعضهم بلدغات مسمومة وبعضهم شارك بمال مدان ورهن نفسه بمجهول.

لقد أصبح من الواجب على السلطات أن تضع حدا لهذه الفوضى، وأن تسهر على حماية المواطنين المتواجدين هناك بكثرة، وتساعدهم بسلطة تنظم عملية التنقيب ولا تترك قويهم يستولي على مال ضعيفهم، كما حدث في تقسيم التراب، وتبعدهم من خطر الشجار والنزاعات البينية، وتحميهم من خطر العصابات المسلحة التي تتربص بعض المنقبين، كما يجب على السلطات أن توفر لهم المتطلبات الأساسية للحياة في صحراء قاحلة، كالماء والمواد الغذائية، فقد أصبحت رحلة البحث عن الذهب الشغل الشاغل لأغلب الموريتانيين، ولم تعد رحلة مؤقتة نحو الثراء بل أصبحت تضحية وتهلكة يلقي المواطن الموريتاني بنفسه إليها بغية الخروج من مأزق الفقر والفاقة التي تكبله.

 

هذا وقد تم تداول الكثير من القصص تشبه الصدق كما تشبه الكذب المنسوج.

اتلانتيك ميديا

سبت, 07/05/2016 - 10:55

          ​