هل أنتهت "مسرحية الذهب" ؟

أوشكت مسرحية الذهب على النهاية؛ فقد بلغت فصلها الأخير، وبدأت خيوطها تنكشف وبدأت تبوح بما خفى خلف ستارها الرقيق؛ حيث شهدت العاصمة نواكشوط صباح اليوم ازدحام الميئات من السيارات العائدة من مكان التنقيب بعد رحلة شاقة، آلت في أغلب أحوالها للفشل، وربما الجنون في بعض حالاتها.

وقد أطلق بعض المتابعين للشأن العام تسمية "مسرحية الذهب" على ما حدث بعد الترخيص للتنقيب في صحراء الشمال، حيث لم تكن رحلة البحث عن الذهب على قدر كبير من الحيطة والحزم، ولم تضمن للمواطنين حتى أي أمل في سبيل الفوز بالهدف المنشود.

واكتمل الظن واصبح حقيقة إن المواطن الموريتاني وقع ضحية مسرحية استثمارية خادعة، ولم يعد هناك شك في أننا أمام خدعة من نوع آخر، خدعة لعبت أوراقها بأيدي مسؤولين كبار أرادوا للدولة أن تستفيد من طمع شعبها وتكسب الرهان على حساب جيوبهم الصغيرة بوهم الثراء، ولو كلف ذلك أن يسقط المواطن في قبو الغمار وتكبله بالفشل وتطبق علي أنفاسه الأخيرة بقبضة الفاقة والندم، فلا يعود من صحراء الشمال إلا وهو في قبضة البؤس والهوان.

ورغم أن أبطال هذه المسرحية يعرفهم الجميع، فإن أحدا لم يستطع الدفاع عن المواطنين في محنتهم التي راحوا ضحيتها، ولم يجدوا من يقف إلى جانبهم ولم تسعفهم الدولة بأي دعم ولا لفت انتباهها معاناتهم ولا رضخت لأناتهم الأليمة، حتىباتوا على شفا أزمة خانقة تكاد تنفجر عن وجهها القاتم بين الحين والآخر.

مسرحية الذهب هي خطوة كبيرة يجب أن يتخذها المواطن الموريتاني نحو الوعي والتأهب والاستعداد للتضحية، كما يجب عليه أن يأخذها درسا نصوحا ويبدأ منها في تدارك حقيقة ما يحاك ضده في ساحة اليوم، ويبدل بحثه عن الذهب ببحث عن الحرية والعيش السليم وعن حكومة تضمن له حياته بباسة لا بثراء واهم ولا بخدع تنكشف في أجل قريب.

 

اتلانتيك ميديا

 

أحد, 08/05/2016 - 11:34

          ​