مدخل إلى مناهج "التصفاك" في تحليل "الخطاب"

أعادنا خطاب النعمة ـ الذي لا يريد أن يغادر الساحة بسلام ـ إلى القراءة والكتابة وتحليل النص وتفكيك البنية القيمية للنص، وذهب النقاد السياسيون كل مذهب في طلاب الخلاصة الاساسية من خطاب النعمة، والبحث عن ما خلف أكمته وما تركه من صدمات في أذهان السامعين، بين متندر بطرافة "المفوه" ومتعجب من بساطة خطابه وسرعة انتقاله من الباب نحو الآخر دون وقفة تذكر، وبين غاضب من بعض الجمل المتناثرة في ثنايا النص ياعتبارها مسيئة في حقه، وبين منتقد للغة الرئيس التي جمعت بين اللهجة الحسانية وعربية مكسورة الجناح.

مناهج تحليل الخطاب أبدلت بمناهج جديدة كانت حاضرة وتم استخدامها بجرأة وبكل حماسة، حيث أمر الرئيس حاشيته باستخدام مختلف "مناهج التصفاك في تحليل الخطاب " وهي ثورة نقدية جديدة سبقنا لها الغرب، وكنا نتطفل على مناهجه وعلومه في البحث والنقد، قبل هذا.
فما إن أعطى الرئيس الاذن لحاشيته في تشريح "خطاب النعمة" حتى خرج علينا النقاد من كل حدب وصوب، ولم يبق بجحره ضب ولا أرنب إلا وتأبط سلاحه وبدأ في تقريب المعاني وهدم المباني، وتحريف السياق حتى أصبنا بالارهاق، وأتوا بجولة في دراسة النفي والاثبات، وتطريز الترهات، وصولة في صرف الكلام عن مقاصده، وتحريف الكلم عن مواضعه.
هذا ولم يكل الرئيس تحليل خطابه إلى كل "مصفق" مهذار وإنما نثر كنانته وانتقى ما صلب عوده وقوي متنه.
وقد لفت انتباه وأنا أتابع بعض "نقاد التنقيب" أن فنون الابداع كثيرة في صحراء السياسة القاحلة، فيكفي أن تأتي بالجديد ولو في الكذب أو المستحيل؛ لتبدع وتوصف بالتميز، وأن الخداع والتبرير هي فنون يمكن الابداع فيها أيضا على غرار الشعر والتطريز.
فقد نجح بعض من تولوا مهنة "تحليل الخطاب" بمناهج التصفاك" الجديدة، في مهمتهم وأتوا فيها بالعجب العجاب، وسلبوا لب المتابع والعارض والموالي والمعارض، وأصموا آذان السامعين .

فتاة تمنت أن تكون صبية....
وقد نحو الجبان واحتودب الظهر ....
فصارت إلى العطار تبغي شبابها ...
وهل يصلح العطار ما افسد الدهر .

 

ديدي نجيب

 

اثنين, 09/05/2016 - 12:26

          ​