الخطاب السياسي أولى بالتهذيب والتنقيح

الواجب اليوم ـ وجوب الوقت والزمن ـ على كل الأطراف السياسية في البلد بقضها وقضيضها ـ ولا أحاشي من الأقوام من أحد ـ أن يرفعوا من مستوى الخطاب في خصوماتهم السياسية، بعيدا عن لغة التلاعن ومفردات التخوين، والعداء والاستعداء، فمهما بلغت خصوماتهم، وتباينت مصالحهم، وتنافرت مطامحهم، فهم أبناء وطن واحد هم فيه شركاء متشاكسون، لكنها مشاكسة إن لم تزمَّها مخاطم الأخلاق الدينية السمحة، والقيم السياسية النبيلة، قد تتحول إلى سباحة في مستنقعِ آسنِ الأعراض وحضيض الخطاب الساقط، وتجر البلد ومن فيه حكاما ومحكومين، وموالين ومعارضين، ومن لا حظ لهم في خصومة الخواص، من عوام الناس وبسطاء القوم، إلى درك الخلاف والتهارج، بعيدا عن تنوع الاختلاف والتحاور، فتضيع المصالح، وتنهار المطامح، وتكون الكلمة العليا حينها ـ لا قدر الله ـ للغوغاء والمرج والعجيج، وما الجار ذو القربي والجار الجنب والشقيق الحضاري، منا ببعيد.

فليس في قاموس الحقيقة خلص للوطن بالفطرة، ولا أعداء له بالسجية، إنما هي مثل وقيم من كابدها وعانقها، حمله الوطن على الأعناق، ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع، وسيُحمّله الوطن أوزارها وأوزارا مع أوزارها، فما كان الفجور في الخصومة يوما دليلا نحو التي هي أحسن، ولا قائدا إلى التي هي أقوم.

من صفحة الاعلامي محمد محمود أبو المعالي 

 
ثلاثاء, 10/05/2016 - 08:21

          ​