التنقيب عن الذهب كارثة انسانية على موريتانيا

إلى أين سيصل التنقيب عن الذهب بالموريتانيين؟ وهل أصبحنا على شفا كارثة إنسانية؟

بعد ما أيقن معظم الشباب الموريتاني صدق ما تم تداوله عن وجود الذهب في صحراء الشمال، وأثبتت الدولة ذلك بالترخيص له، ودأب الناس على  الذهاب للتنقيب عنه، وشاعت فيديوهات مثيرة تروج له من طرف بعض من وصفوا أنفسهم بأنهم حصلوا عليه، وبعد ما تم تداوله في بعض أوساط التواصل الاجتماعي، وبلغ الأمر بالبعض أن باع ما لديه من منازل وسيارات؛ من  أجل اللحاق بالركب، أجتمع معظم الموريتانين من رجال ونساء  في صحراء  المنقبين تلك الصحراء القاحلة؛ التي لا تذكرك حالهم إلا بحال اللاجئين السوريين والفلسطينين، فلا ماء ولا مرعى ولا مأوى، يوصلون ليلهم بنهارهم في الحفر والتفتيش، وقد يحصلون على قدر زهيد لا يعادل نصف ما أضاعوا في رحلتهم، والشمس تلفح جلودهم بالنهار والبرد يلسع جنوبهم في الليل، وأصبحوا كقرية أصيبت بكارثة في الفلاة.

ورأى بعض المتابعين للشأن العام أنه لو استمر الحال على ماهم عليه من عمليات التنقيب فإن عاقبة هذه الحفر التي يتركونها بعد الحفر ستكون قبورا لمعظم المنقبين، ويكونون كالباحث عن حتفه بظلفه.

وقد فات كل هؤلاء أن الذهب قد تم نهبه من طرف الشركات التي كانت تنقب في هذه الصحراء منذ عهد ولد الطايع وبصفة سرية، كما على الدولة أن تحقق في عمل تازيازت وما تقوم به من عمليات تنقيبية خفية.

لقد أصبح من اللازم على الدولة  الموريتانية أن تسرع في أخذ مبادرة لانقاذ الناس الذين راحوا ضحية وهم الثراء المزعم في صحراء الشمال قبل أن نصبح أمام كارثة لا تكفيها جهود الدولة فقط؛ وعليها أن تبدأ في توقيف العملية وإنهاء المسرحية، وتعد اللوزام الضرورية لتعويض المتضررين من مهزلة الذهب.

اتلانتيك ميديا

ثلاثاء, 10/05/2016 - 11:49

          ​