
قال محمد سالم ولد الهيبه، رئيس مجموعة "أتلانتيك ميديا" الإعلامية، إن خطاب رئيس الجمهورية الأخير في مدينة النعمة كان "أول خطاب سياسي متكامل بامتياز" يلقيه منذ توليه السلطة قبل ما يربو على سبع سنوات؛ معتبرا أن "الخطاب تم تحريف أهم مضامينه عن سياقها الصحيح" من قبل من وصفهم ولد الهيبه بـ "محترفي التضليل والتزوير والمغالطة" داخل بعض قيادات أحزاب المعارضة، والفاشلين من سياسيي وأطر الموالاة"؛ على حد وصفه.
واعتبر ولد الهيبة ـ في تصريح صحفي ـ أن بعض من تقدموا منبر الخطابة في مهرجان منتدى المعارضة يوم الجمعة الماضي "هم آخر من يمكن أن يتحدث عن الحريات وعن الديمقراطية؛ مضيفا أن "من دخل المشهد السياسي على ظهر دبابة وتسبب في إراقة دماء بعض خيرة ضباط موريتانيا وجنودها، وعدد من مواطنيها المدنيين الأبرياء، يستحيل أن يكون مؤهلا لتقديم الدروس في مجال الديمقراطية والتناوب السلمي على السلطة".
وأوضح أن الرئيس محمد ولد عبد العزيز قطع الشك باليقين حين قال في خطابه بمدينة النعمة "لن أكون عقبة أمام ترسيخ الديمقراطية في موريتانيا، وكررها ثلاثا، بلسان عربي مبين"؛ مبرزا أن هذه العبارة كان لها وقع "الضربة القاضية في نحر مروجي أكذوبة السعي إلى خرق الدستور من أجل مأمورية ثالثة"؛ حيث اعتبر ولد الهيبه أنها أربكت جميع أطروحات المعارضة ومحاولاتها التضليلية الهادفة إلى التشويش على "الإرادة الصدقة لدى الرئيس ولد عبد العزيز في تأمين انتقال سلس نحو مراحل متقدمة من المسار الديمقراطي في البلد، من خلال حوار وطني شامل يفضي إلى تناوب ديمقراطي سلمي على السلطة ينبع من خيارات وإرادة الشعب الموريتاني".
وبخصوص حديث الرئيس عن مخلفات الرق؛ وتطرقه إلى موضوع فوضية الإنجاب في موريتانيا، أكد رئيس مجموعة "أتلانتيك ميديا" أن حديث ولد عبد العزيز بهذا الخصوص كان واضحا ودقيقا؛ حيث اعتبر أن هناك مظاهر ناتجة عن مخلفات الاسترقاق، وبين أن " بعض الأشخاص ممن لم يتعرضوا للاستعباد طيلة حياتهم، يتصرفون بطريقة غيرمسؤولة هي في الواقع مسلكيات تعني جميع مكونات وشرائح المجتمع الموريتاني؛ والدليل أنها لا تعني شريحة بعينها، هو حرص الرئيس على تأكيد أن أولئك الأشخاص لم يتعرضوا للعبودية في حياتهم وهم ينجبون الأطفال ليتركوهم عرضة للانحراف والضياع في كل منطقة وحي، دون تربية أوعناية أو تعليم.. وهو واقع لا يمكن إنكاره لا في مجموعة الزنوج ولا في مجموعة العرب ببيضها وسمرها".
وقال ولد الهيبه إن حملة التشويش على الخطاب الرئاسي وفهم الكثير من الناس لمضامينه فهما خاطئا "يعود لعاملين أساسيين، أولهما حرص قادة المعارضة على تحين أية فرصة لتحريف كلام الرئيس وإساءة تأويله، سعيا إلى التغطية على فشلهم وإفلاس خطابهم وانتهاء صلاحية طرحهم، وثانيهما عدم قيام الحكومة بدورها الطبيعي المتمثل في تثمين الخطاب وشرح مضامينه وإيصال ما حمل من رسائل سياسية قوية لجميع أفراد الشعب"؛ مشيرا إلى أن غياب دور الحكومة وقوى الموالاة لا يمكن فهمه إلا أنه "عجز بين منهم في أداء مهامهم ودورهم، أو تعمد التشويش على الخطاب ودعم ألد خصوم الرئيس فيما ذهبوا إليه من تضليل وتحريف وسوء تأويل".
وتحدث عن وجود مكون سياسي داخل منتدى المعارضة يتبنى فكرا سياسيا ويستند إلى خلفية إيديولوجية لا علاقة لها بموريتانيا ولا بالموريتانيين؛ مضيفا ـ في هذا الصدد ـ أن من أسماهم "جماعة الإخوان في موريتانيا" تحاول جر البلاد إلى جحيم الدمار والخراب على طريقة "عرابيها في بلدان أخرى"، قبل أن يؤكد على أنه "إذا كان إخوان المنتدى يتخذون من الديمقراطية الموريتانية ومن جو الحرية المتاح فيها بفضل الرئيس ولد عبد العزيز، وسيلة من لمهاجمة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظامه، فكلنا عبد الفتاح السيسي"، على حد تعبيره.
وخلص ولد الهيبه إلى أن بعض قيادات المعارضة الموريتانية الحالية دخلت مرحلة الغيبوبة السياسية وأزفت ساعة زوالها الحتمي؛ خاصة بعدما سد الرئيس ولد عبد العزيز جميع الطرق أمامها بتبنيه هموم الشعب الموريتاني وشروعه في تجسيد برامج ومشاريع تلامس طموحات جميع شرائح وفئات الشعب، خاصة الطبقات الهشة وتلك التي عانت طويلا من الحرمان والتهميش والإقصاء، بما فيها الشباب والنساء.
ومن أبرز إنجازات رئيس الجمهورية التي قضت على مخططات خصومه وأربكت جميع برامجهم ونظرياتهم؛ حسب ولد الهيبه:
ـ احتضان موريتانيا للقمة العربية لأول مرة منذ استقلالها
ـ مشاركة موريتانيا في رئاسة القمة الإفريقية ـ الأمريكية بفضل تولي الرئيس محمد ولد عبد العزيز الرئاسة الدورية للاتحاد الإفريقي
ـ حضور موريتانيا ـ بقوة ـ في جميع المحافل الدولية من خلال دبلوماسية فاعلة، ومشاركة ناجحة في جهود الأمم المتحدة الهادفة إلى حفظ السلام وإرساء الاستقرار في أكثر نقاط إفريقيا سخونة وتوترا
ـ تأمين الحوزة الترابية للجمهوورية وحماية حدودها داخل محيط إقليمي مضطرب تحدق به الأخطار من كل الجهات؛ وذلك بفضل تطوير القدرات البشرية والمعنوية والمادية للقوات المسلحة وقوات الأمن الوطنية.
ـ تجريم العبودية بنص الدستور، وإنشاء محاكم خاصة بجرائم الرق، واعتماد خارطة طريق بالتنسيق مع منظمة الأمم المتحدة من أجل القضاء النهائي على مخلفات الرق.. إلخ.