لم تنته بعد قصة الثالث من مايو ومازالت لها حديث ورواية لم تنضج بعد، وما زال في خطاب النعمة ما يحتاج للقول والتبليغ؛ كهذا أوحت إلي الساحة السياسية وفي قراءة موجزة سأحاول تناول بعضا من ذلك على عجل رغم أني لست اهلا لذلك.
فحين وقف ولد عبد العزيز امام حشود كبيرة من شعبه المخلص ليطلعهم على واقع البلد ويفند ما يروجه المعارضون والحاقدون، ويقطع الشك باليقين ويبت في حل مجلس الشيوخ ولا يدع كبيرة ولا صغيرة إلا وأزاح عنها لثام الخفاء والجهل، ويبين ويوضح ما شكل على شعبه من مختلف أنحاء الوطن، بأرقام دقيقة واستطلاع وتحقيق واف.
وكانت سمة التسرع والاحكام المسبقة هي القاعدة النقدية التي اتبعها معارضوا النظام خلال قراءتهم السريعة لخطاب النعمة فجاءت مقارباتهم النقدية متقاربة في النتيجة، وكان التحريف هو السمة الاولى التي طبعت معظم ما دونوا في حقه.
يذكر لولد عبد العزيز انه جاء للشعب الموريتاني بمثابة المنقذ من العبودية، فاي حرية لمن لا يملك حرية التعبير ولا يملك الحق في الخروج ضحى ومساءا إلى مختلف انحاء العاصمة ليثور ويذكر اوجاعه ويطالب بحقوقه وحقوق أجداده، نعم؛ لا يمكن للرجل أن يوصف بانه أساء لشريحة من المجتمع خلال حديثه عن الحد من النسل فقد تناول الرئيس ظاهرة اجتماعية بصفة موجزة نبه خلال كلامه إلى خطورة ظاهرة اجتماعية تكاد تعصف بمعظم المجتمعات وهي ظاهرة الطلاق، بعد تعدد النسل والامر في الصميم، لكن أفواه المحرفين المتشدقةن نعم تلك الألسنة المعوجة قصدت ان ترصد له كمينا خلف أية عبارة يمكن ان يصنعوا منها منزلقا يجعلوه مخطئا ومسيئا فيه، وهو الامر الذي فشلوا فيه.
لقد أثبت خطاب النعمة أن رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز جاء لعون الشعب الموريتاني وإنقاذه كذلك من شخصيات فاسدة وانظمة مفسدة كانت ستقوده للأسوء؛ ولم يأت فقط ليأخذ الحكم كما يظن البعض، فلو كان إنما أراد كرسي الحكم لاخذه سابقا في سنة 2005 او بعدها فقد اتيحت له الفرصة لاكثر من مرة؛ لكنه فضّل مصلحة الوطن وخدمة المواطنين على حظهن ثم إن ولد عبد العزيز اليوم يحترم موقف موريتانيا في الانتخاب ويقتنع بما سيمنحه الشعب من الاصوات والمكانة، هذا وإن تعديل الدستور لم يكن مطلبا عند ولد عبد العزيز وإنما كان مطلبا عند المعارضة، حيث أن ولد عبد العزيز لا يمكن أن يمنح أحدا كرسي الرئاسة، فذلك من تخصص الشعب والشعب الموريتاني وحده هو من بإمكانه ان يمنح أحدا الرئاسة بالاختيار، وليس لولد عبد العزيز سوى قرارات وضعها لحل مجلس الشيوخ باستفتاء شعبي شفاف، وهو ايضا لا يريد تغيير الدستور ولا شيئا من ذلك وإنما مد يده للحوار والمصالحة، وابوا ذلك، وغير ذلك مجرد إشاعات من آثار الفشل الذي يتملك قادة المعارضة.
ثم إن الحرية التي منحها ولد عبد العزيز لم تسبق حكمه، لكن البعض صرفها في غير مصرفها واستخدمها لمصالحه الخاصة، ولا تعني الحرية التحرر والانطلاقة نحو هتك أعراض الناس واستخدام مساحتك من الحق في الاساءة إلى الآخرين، فذلك ينافي منطق الحكمة، فحريتك تنتهي عندما تبلغ حرية الآخر.
ولا يكفي هنا ان اختم بأن خطاب النعمة، جاء شاملا صريحا، تناول معظم اساسيات الواقع الموريتاني والسياسي والاقتصادي والاجتماعي، وقد رافقته موجة من التحريف والتصريف حاول اصحابها صرفه عن وجهته الصحيحة، وكان الفشل حليفهم في كل مواجهة.
أحمد سالم ولد هيبه