بيسون:المعارضة الموريتانية تسعي الي اختلاق حجج تمكنها من تبرير عدم مشاركتها في الانتخابات القادمة

قال فنسان بيسون، محلل فرنسي في ديوان مجلس التحاليل العربية  إن "المعارضة الموريتانية ترى أن الشروط الضرورية لضمان شفافية الانتخابات غير مكتملة، رافضة بذلك أن تكون رهنا ديمقراطيا لإعادة انتخاب الرئيس الحالي ولد عبد العزيز"

" اننا نشعر أن العلاقة بين  المعارضة في البلاد وغالبية الشعب الموريتاني ليست منسجمة و بأن  الاولي  تعرف مسبقا بأنها ستخسر هذه الانتخابات كما  خسرتها  في  السنوات الاخيرة"

اننا نعلم الآن معادلة الانتخابات الرئاسية القادمة التي سيتم اجرائها  تجري في 21 يونيو القادم. سبعة مرشحين من بينهم الرئيس المنتهية مأموريته  محمد ولد عبد العزيز سيتنافسون في هذه الاستحقاقات التي تقاطعها الغالبية العظمى المعارضة بشقيها الراديكالي و المعتدل.

فهل سيكونله لهذا الشأن  تأثير على صورة الرئيس؟ ما هي ألاسباب الكامنة وراء هذه المقاطعة. للحديث عن ذلك، يستضيف أوليفيي روجيز  المحلل الفرنسي فنسان بيسون من ديوان مجلس التحاليل العربية .

 

 

سؤال: لماذا قررت الغالبية العظمى للمعارضة الموريتانية أن تقاطع هذه  الانتخابات الرئاسية التي سيتم تنظيمها  في 21 يونيو المقبل ؟

فنسان بيسون: المعارضة الموريتانية ترى أن الشروط الضرورية لضمان شفافية الانتخابات غير مكتملة، رافضة بذلك أن تكون رهنا ديمقراطيا لإعادة انتخاب الرئيس الحالي ولد عبد العزيز.

 

 

سؤال: من ضمن شروطها للمشاركة في الانتخابات تطالب المعارضة بتأجيل موعد الانتخابات. لأي أسباب؟

فنسان بيسون:  في الواقع الأسباب غير مقنعة.  اننا نشعر أن العلاقة بين  المعارضة في البلاد وغالبية الشعب الموريتاني ليست منسجمة و بأن  الاولي  تعرف مسبقا بأنها ستخسر هذه الانتخابات كما  خسرتها  في  السنوات الاخيرة.  ولذلك فهي تسعي الي اختلاق حجج  تمكنها من تبرير عدم مشاركتها في هذه الانتخابات.

انه من الواجب علينا أنأخذ  بعين الاعتبار هذه الامور كلما تحدثنا عن موريتانيا. فنحن نجد انفسنا امام شعب لا يصوت في أغلبيته، وليس بمجمله، لحزب أو لبرامج انتخابية.  فالتصويت يتم أولا لصالح المترشح الذي يمكن أن يضمن لك الأمن أو العيش الكريم. انطلاقا من المفهوم السياسي السائد في موريتانيا، فأن الرئيس ولد عبد العزيز يحظي بموقف قوي في هذه الاستحقاقات المرتقبة.

 

 

سؤال: لكن عندما تقول المعارضة أن ضمانات الشفافية ناقصة، خصوصا بالنسبة للجنة الوطنية للانتخابات، التي ليست مستقلة كما يدعي النظام، ألا تكون صائبة؟

فنسان بيسون: لا أعتقد ذلك. في الحقبة الرئاسية الحالية لولد عبد العزيز و في المأموريات التي سبقته، فقد نم اتخاذ سلسلة من التدابير التي تمثل ضمانات حقيقيه لشفافية الاقتراع، الذي لم يكن شفافا بالكامل لوجود عمليات تزوير محلية، الا انها  في كل الاحوال التي لا تؤدي إلى تزوير واسع النطاق.

فاللجنة الوطنية المستقلة الانتخابات، التي كانت محل انتقادات لاذعة، خاصة في الانتخابات البلدية و التشريعية  الأخيرة في نهاية 2013 كانت رغم ذلك موضع مناقشات مشتركة.

مسعود ولد بلخير، احد المعارضين، وافق على اختيار رئيس هذه اللجنة التي أنجزت رغم بعض ألنواقص، عملا نزيها. لذلك فانه  ليس من المثابة بالمكان  ان نحمل النظام تلك الاختلالات العديمة و اعتبار ان الانتخابات لن تكون شفافة.ان ولد عبد العزيز لا يحتاج  لتزوير للفوز.

 

سؤال: الا يخفي أيضا عزوف المعارضة، كونها تجد صعوبة في تغيير جيلها وإيجاد زعيم جديد بلا منازع ؟

فنسان بيسون: نعم ، هذا واضح. المعارضة متشبعة الي حد كبير. اننا نري جليا صراعا واضحا و مميتا رغم طابعه الخفي في الصفوف الداخلية للمعارضة لزعامتها. لقد رأينا ذلك ابان الانتخابات البلدية و البرلمانية الأخيرة عندما ترك  الإسلاميون المعارضة للمشاركة فيها.

 

 

سؤال:  كيف ترون مشاركة إسلاميي جميل ولد منصور، زعيم حزب تواصل في الانتخابات الماضية و مقاطعتهم للانتخابات الرئاسية؟

فنسان بيسون:   الظروف لم تعد تماما كما كانت.فأولا نحن في سياق اقتراع رئاسي. الحزب الإسلامي كان علي يقين بقدرته علي كسب مقاعد  في كلتا  الانتخابات  البلدية والتشريعية. لكن هذا الرهان الانتخابي يتعثر كثيرا عندما يتجه جميل ولد منصور الي خوض انتخابات رئاسية، لإدراكه أنه  كونه لن يكون الرئيس و حتى  أنه يخشى أن يكون في المرتبة الثالثة أو الرابعة.

 

 

سؤال: و يفقد شعبيته ؟

فنسان بيسون:  نعم و بالطبع وراء المرشحين مثل بيرام ولد الداه ولد اعبيدي،  رئيس مبادرة الانعتاقية للرق في موريتانيا الذي، يدعو إلى مناهضة العبودية . لقد كرم من  قبل حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة. سيكون ذلك بمثابة ضربة رهيبة لتواصل ان يكون في المرتبة الثالثة أو الرابعة.

 

 

سؤال: محمد ولد عبد العزيز يواجه مرشحين، الذين، دون قصد إهانة، لن يكونوا عائقا له في السباق الرئاسي.  ألا يكون  في نهاية هذا السيناريو المشرف، كون  انتخابه رئيسا  كان امرا عسيرا بمثابة فخ سياسي له ؟

فنسان بيسون:  المهم بالنسبة له أن ينتخب رئيسا . بطبيعة الحال، قد يكون هناك بعض العواقب علي الصعيد الدولي بعض الالفاظ الناقدة للنظام.  لكن لا شيء خطيرا في النهاية.

ان الرئيس محمد ولد عبد العزيز  اصبح اليوم ضمانا للغرب من حيث السياسة الأمنية. فلن يتم التخلي  عنه.  

بالإضافة إلى ذلك، هنالك نقطة ثانية يبدو من المهم جدا ذكرها.  هوكون السياق الحالي لانعدام الأمن و كثرة التهديدات الإرهابية في منطقة الساحل يعطيه الشرعية التي سمحت له العبور دون صعوبة موجة الربيع العربي . فما زال ممسكا بهذه الشرعية.  يجب ألا ننسى أنه لواء قام بانقلاب في عام 2008 قبل ان يكسب شرعيته كرئيس منتخب ديمقراطيا  سنة 2009.

 

 

سؤال: شرعية على الصعيدين الدولي و الداخليي ؟

فنسان بيسون:   بالضبط . انتصارات محمد ولد عبد العزيز على الجبهة الأمنية لا يمكن إنكاره حتى لو كنا ندرك جليا أنه من الممكن ان يقع غدا حدث اخر او هجوم جديد. ان عمليات الاختطاف الرعايا الاجانب  الاخيرة وقعت  في ديسمبر 2009 ومنذ ذلك تم احتواء الإرهاب و ابعاده على مشارف البلاد.

 

 

 

سؤال: ولكن بعد فترة ولايته ألأولى التي تميزت بذراع حديدي  متكرر مع المعارضة،  الا يدفع نفسه الي بدء مرحلة جديدة مليئة  من المخاطر و الاحتجاجات ؟

فنسان بيسون: نعم، بالتأكيد ستكون هناك تحديات جديدة. جميع النقاشات التي شهدناها في الأشهر الأخيرة، حول  مسألة العائدين والرق كانت إيجابية.

في الواقع، هذه القضايا ثقيلة جدا، يجب أن تعالج لأنها تحديات حرجة و حساسة. اعتبار هذه القضايا الملحة كأداة  للتشكيك في شرعية الرئيس ؟  لا أظن  ذلك.

 

 

اذاعة فرنسا الدولية

ترجمة : محمد ولد محمد الامين

الرابط:

 http://www.rfi.fr/emission/20140512-vincent-bisson-analyste-francais-cabinet-consultant-aran/

أربعاء, 14/05/2014 - 12:25

          ​