تدوينة حرة ومباشرة!

نظرا لكوني صانع العاب ولاعب خط وسط سابق في نادي "العركوب" المغمور،الذي لم يظفر للأسف ببطولة "الدوري" إطلاقا،حيث كنا نحمل خسارتنا دائما للحكم الكسول والبدين الذي كان يكتفي بالتمركز في وسط الملعب مكتفيا بالصراخ والتصفير عن بعد....
لست أنسى أرضية الملعب المكتظة بشظايا الزجاج والحجارة والحفر،وتلك الكرة المليئة بالتجاعيد التي كانت أقدامنا العارية تتنازعها بعنف لا يخلو أحيانا كثيرة من الإرهاب البدني،حيث كان أصحاب البنية الرياضية الضخمة يتعمدون ازهاق معنويات الخصم بالتسديدات النارية والتدخلات العنيفة والسقوط الحر جهة الكرة..
اذكر ذات مرة اتجهت بثقة هائلة نحو الكرة بسرعة نصف حصان،لتسديدها جهة المرمي العديم الإرتفاع حيث كان الأخير عبارة عن زوجي أحذية يقوم الحارس أحيانا بتقريبهما خلسة ليتمكن بيسر من صد الكرة،المهم رفعت رجلي لضرب الكرة،لكن رياحا قوية حركت الكرة الخفيفة الوزن،لتترك قدمي في لقاء حصري ومباشر مع تلك الصخرة الصماء،عندما ارتطم أصبع قدمي بها،وأعلنت قطعة اللحم التي تحيط بظفري الانشقاق عن أصبعي،وجدتني ساعتها أرقص لفلامينكو على أرضية الملعب،واتفوه ببعض الكلمات العديمة المعنى
حيث قال أحد شهود العيان أنني تحدثت بالإسبانية...
أبعدتني الإصابة عن الملاعب لعدة أسابيع لأعود بعد ذلك بقوة،ولو أنني واصلت "مسيرتي الرياضية"،لكنت الآن لاعب أساسي في نادي "الخور" أو "لخريطيات" هناك في قطر أو حتى في ريال مدريد جنبا لجنب مع الأسطورة رونالدو الذي لو أنه ولد في مدينة لعيون لربما كان أخي من الرضاعة،مع أن أحلامه حتما كانت ستتحطم على أسوار الملعب الأولمبي الذي بالكاد يتسع لعشرة آلاف متفرج.كم من موهبة رياضية قتلناها في شوارع الوطن المليئة بالغبار؟
كم من ملعب عندنا؟أين هو الجمهور والمدرجات؟
إننا نكتفي بالتفرج منذ عقود،ولا نهتم بالرياضة كثقافة إلا عندما يخبرنا الطبيب أننا عرضة للإصابة بالسكري...
فنهرول بالعرض البطيء صباح مساء بمحاذاة أحد الأرصفة،حتى أن مدننا لا توفر لنا سوحا عامة لممارسة الرياضية والإستجمام،أول أمس رأيث ثلة من الطلاب اليافعين تقتطع مكانا من الباحة المحيطة بالإذاعة الوطنية لتلعب الكرة مما قد يعرضهم لمخاطر الطريق..
يحدث هذا في قلب العاصمة وغير بعيد عن القصر الرمادي والمجموعة الحضرية....
نترككم الآن مع إستراحة قصيرة من الإعلانات المجانية.
شركة "صوملك" رضاكم هو هدفنا،نحن نضمن لكم الضياء ومتعة الكهرباء،معنا لن تشعروا بالظلام....
لقد قمنا ببناء سد منيع على الضفة،بعد اليوم لن تمارس الكهرباء الهجرة السرية نحو السنغال مطلقا.
هنا نواكشوط الجنوبي(عرفات) وبالتحديد أكناف بقالة الله أكبر،وللأسف فاتني نهائي أمم أوروبا لأسباب فنية،مردها أنني تحركت في الوقت بدل الضائع للبحث عن "كنال" مريحة.على كل حال أنا سعيد لسعادة زيدان ولبقية "العيل" رونالدو وبنزيما وراموس،وسعيد أكثر لفوز المرابطين على الغابون في مباراته الودية وأملي الكبير أن يتمكنوا من ترويض أسود الكامرون هنا في الملعب الأولمبي،لنقترب من الحلم الكبير التأهل لكأس أمم إفريقيا،وكما يقال طريق الألف ميل يبدأ بخطوة..
الكرة الآن في ملعبكم علقوا كما تشاءون دون تحفظ،لا توجد هنا بطاقات صفراء أو حمراء..الساعة 23:22 ليلا
المدون العام خالد الفاضل

أحد, 29/05/2016 - 17:46

          ​