السنة الدراسية بآدرار ختم على وقع الإحباطات

بكلمات رنانة فضفاضة ألهبت مشاعر الحضور ودغدغت عواطفهم أرخى المدير الجهوي العنان لخياله الجامح وكأنه لم يجد مجالا لإظهار عنتريته أوسع من العواطف الجياشة تجاه جمهوره والمتطفلين على موائده مسدلا الستار على حول دراسي ملأه بزعمه وردا وفلا وياسمينا مؤذنا في الآن نفسه بوشك أفول نجمه المهني بعد ما صال وجال وكر وفر ولسانه حاله يهتف قائلا : "أضاعوني وأي فتى أضاعوا    ليوم كريهة وسداد ثغر"

صحيح أننا نقدر للمدير لحظة عواطفه وهو الذي اعتذر لجميع من جرح كبرياءهم وما أكثرهم ! وإن كان اعتذاره متأخرا فإننا نقبله على علاته لأن ذلك من شيم الأقوياء.

أجل وتعود حليمة إلى عادتها القديمة ويعود المدير الجهوي إلى تكريماته المكررة في نسختها الخاصة بالمعلمين التي أخص ما يميزها وأبرز الملامح فيها غياب المعيارية المؤسسة على الضوابط الفنية الدقيقة بالتشاور مع أهل الرأي من مفتشين ومديرين ونقابات وهو ما لم يعره المدير المودع أي بال فعاد ليكرر نفس التجربة السابقة معيدا إلى خشبة المسرح نفس الأشخاص ليتحول المشهد إلى مهزلة مضحكة يترنم على وقع أنغامها طلاب التسلية والترفيه.

وحتى لا أتيه في متاهات الصورة الوردية التي طالما رسمتها أنامل المدير عن واقع التعليم في آدرار إبان مأموريته أجدني مضطرا إلى تلمس نواحي أخرى تبدو أشد قتامة رجاء أن تظل محفورة في ذاكرته المليئة بالذكريات الحلوة الجميلة المضمخة بعبق الأصالة وإكرام الوفادة والإخلاص المهني .

فهل يعلم السيد المدير أنه لم يكن هناك قبل مقدمه سوى مصلحتين إحداهما للأشخاص والأخرى للإمتحانات وكانتا تقومان بدورهما على أكمل وجه أما اليوم فالمديرية تعج بالمصالح الوهمية والأقسام الطوباوية التي لا عمل لها سوى إثقال كاهل الدولة بالعلاوات التي يتقاضاها أصحابها وهي في مجملها تناهز الثمانية عشر إضافة إلى كتيبة من المسرحين من ملحقين إداريين ومستشارين تربويين هجروا من أقسامهم في وقت هي أحوج ما تكون لهم ليتفرغوا للتدريس في المدارس الحرة ويتقاضون رواتبهم كموظفين عموميين وهل يعلم السيد المدير أنه هو من قام بتحويل العشرات من المعلمين وترقيتهم دون مذكرات عمل بالتنسيق مع النافذين في الوزارة وهل يعلم السيد المدير كذلك أن جل لوائح المختفين على لوائح وزارة التهذيب الوطني هم من ولاية آدرار بفعل الممارسات الرعناء والتصرفات الهوجاء وهل يعلم السيد المدير أن التسيير المالي للمدارس الإبتدائية دولة بين الأغنياء منكم لا يحكمه ضابط ولا يخضع لأي رقابة وآلية صرفه مشبوهة ومبهمة بل يذهب إلى جيوب أشخاص وهنا أطالب المفتشية العامة للدولة أن تشد رحالها إلى هنا وتفتح تحقيقا في الموضوع كما أقترح على الوزارة أن تشرك الآباء مستقبلا في تسيير هذا الغلاف المالي ضمن لجان التسيير المنصوصة في المادة 38 من النظام الأساسي للمدارس الإبتدائية فهو على تواضعه وقلته لا يبرر أن يصرف لغير المؤسسة ، وهل يعلم السيد المدير أن ضوابط الخريطة المدرسية لم تحترم حتى الآن رغم الورشات المعدة لهذا الغرض فمازالت هناك مدارس متقاربة جغرافيا عصية على التجميع تبدد موارد الدولة في غير طائل بحجة أن وراءها نافذين وعلى سبيل المثال لا الحصر نذكر مدارس آمديرات .

وأخيرا هل يعلم السيد المدير أن تعيين مدراء المدارس الابتدائية في مقاطعة أطار خاضع للفئوية والشرائحية وأن هناك مدراء أفنوا عمرهم الإفتراضي دون تحويل رغم أن التناوب السلس على المهام والتبادل على الأدوار سنة حميدة وهل يعلم السيد المدير أن المؤسسة العمومية ليست لفلان ولا لعلان بل هي للجميع وتسع الجميع والولوج إليها مرهون بمعايير الكفاءة والنزاهة والأقدمية تلكم بإيجاز نقاط عالقة يتذكرها الكل هنا بمرارة وألم نرجو أن لا تنسيكم - سيدى المدير-  نشوة الانتصارات مرارة تذكرها وأنتم تحزمون حقائبكم للمغادرة .

 

سيدي ولد إسلم ولد أعليه

معلم بمدرسة أطار(8)

أربعاء, 08/06/2016 - 21:19

          ​