وفي موريتانيا لاتتشابه طقوس رمضان كثيرا مع الطقوس الرمضانية في المشرق العربي ، الا ان المسحراتي هي احدى الممارسات التي تشبه الطقوس المشرقية والتي يقوم بها مجموعة من الشباب في كل حي .. يتكفلون بايقاظ النائمين من اجل تناول وجبة السحور في جو فلكلوري مرح يزعج بعض سكان الحي وينال رضي اخرين .
يعد عبد الرحمن الشاي بعد أن تناول وجبة السحور استعدادا للخروج إلى الشارع فهو برغم الاذان الصاعد من عشرات المآذن لا يكل مهمة إيقاظ صائمي حيه لاحد …منذ كان طالبا في الثانوية دأب على القيام بدور المسحراتي محاولا التوفيق بين الحرص على إيقاظ النائمين للسحور وعدم إزعاج من يقول إنهم لم يعودوا يرون للمسحراتي ضرورة في ظل انتشار المنبهات ورفع المساجد للأذان وقت السحر.بايت عبد الرحمن يقول "أنا أقوم منذ سنوات بإيقاظ النائمين للسحور الذي هو سنة النبي صلى الله عليه وسلم، ولأن بعض الناس أصبحوا يرون بأن المسحراتي لم تعد له حاجة، فأنا اكتفي بالنداء على الناس والتجول في الشوارع وأتجنب طرق الأبواب حتى لا أزعج أحدا".
مع الزمن فقدت مهمة المسحراتي الكثير من ميزاتها ففي الماضي كان المسحراتي في مدن موريتانيا شيخا لا تنحصر مهمته على إيقاظ الناس بل تشمل دورا اجتماعيا يتمثل في توفير ما قد يحتاجه فقراء الصائمين مما يجمعه من الموسرين أثناء صلاة التراويح وفي نهار رمضان.إبراهيم مصطفى صحفي وباحث اجتماعي يقول "الزمن تغير ودور المسحراتي بطبيعة الحال تغير ففي الماضي كان المسحراتي أسن سكان الحي ودوره لا يقتصر على إيقاظ النائمين بل يشمل توفير مواد السحور لمن يعجزون عن اقتنائها أو من يحتاجونها في هذا الوقت الذي تكون فيه المحلات التجارية عادة مغلقة".
اليوم لم تعد المسحراتي في مويتانيا مهمة حكرا على أشخاص دون سواهم، بل يقوم بها من يرغبون بغض النظر عن سنهم حتى لو كانوا آطفالا كهؤلاء الفتية الذين يطلقون على أنفسهم جماعة الخير يتكفلون بإيقاظ سكان حيهم للسحور.علي الشباني يقول "نحن مجموعة الخير نقوم كل رمضان بإيقاظ الصائمين للسحور نرجوا الثواب من الله على هذه المبادرة"
اندثرت عادات رمضانية كثيرة أو انحسرت أمام زحف الحداثة لكن صوت المسحراتي يخترق صمت الازقة المظلمة في الحارات بقي عادة تقاوم الزمن تعود مع كل هلال رمضان.