ماذا بعد سقوط ورقة التوت عن ولد اعبيدي؟

أثارت تصريحات بيرام ولد اعبيدي مؤخرا عبر بعض وسائل الإعلام السنغالية استهجانا واسعا داخل مختلف أوساط الرأي العام الموريتاني؛ حيث اعتبرها أغلب الموريتانيين تحولا خطيرا في الخطاب الشرائحي التفريقي الذي يتبناه الرجل في ادعاءاته بشان نضال مزعوم ضد العبودية في موريتانيا.

ولعل صدور هذه التصريحات المشحونة بالكراهية والتحريض ضد جالياتنا في منطقة غرب إفريقيا، مباشرة عقب كشف المناضل الحقوقي البارز الدكتور السعد ولد لوليد معلومات بشأن تلقي بيرام أموالا من جهات أجنبية معروفة بعدائها لموريتانيا وللإسلام والعروبة بشكل عام؛ ضمن أخطبوط مافيوي يتاجر بمعاناة الآلاف من الموريتانيين الفقراء المحرومين، إنما يؤكد أن ولد اعبيدي ويافطة "إيرا" التي يتخذها قناعا لتجارته الرخيصة مجرد جزء من لعبة قذرة هدفها الأول والأخير تفكيك المجتمع الموريتاني الموحد وإذكاء نار الفتنة والشقاق بين مكوناته التي لا يفرقها شيء على الإطلاق (عرب، أفارقة، مسلمون، سنيون، مالكيوون، أشعريون...).

ومع أن خطاب بيرام ولد اعبيدي "الإيراوي" العنصري وتحالفه الشيطاني مع حركة "فلام" العنصرية الانفصالية ليس بالأمر الجديد على مسامع الموريتانيين، فإن صِلاته المشبوهة بأطراف خارجية معادية لهذا البلد وشعبه واتخاذه شعار النضال ضد العبودية مطية للتكسب المادي المباشر هو ما لم يكن موضع إجماع لدى عامة الناس.. لكن ما كشف عنه الدكتور السعد ولد لوليد من معطيات لا تقبل التشكيك ولا النفي جعل الغالبية العظمى ممن كانوا ضحية لخديعة بيرام الكبرى يفيقون من غفلتهم على وقع تلك الصدمة المدوية.

كيف يمكن لأي موريتاني أن يستوعب هدف رئيس "إيرا" من وراء ترويج أكاذيب لا تستند لأدنى قرينة من الواقع، فيقول إن مواطني دول مثل السنغال ومالي وغينيا وغامبيا وساحل العاج يعانون من الاضطهاد والتمييز في موريتانيا لمجرد أن ألوان بشرتهم سوداء؟ أليس أكثر الموريتانيين داكني البشرة ما بين أسمر وأسود؟ ثم لماذا لا يشكوا رعايا هذه الدول ـ أنفسهم ـ من هذا الاضطهاد إن سلمنا جدلا بممارسته ضدهم؟ ما الذي يمنع منظمات حقوقية قائمة بشكل قانوني وعملي وتنشط في مجموع الدول المذكورة من كشف تلك الممارسات؟ ثم أليست لدى جميع هذه الدول سفارات في نواكشوط لتبلغ عن معاناة رعاياها هنا؟ أم أن كل هذه الأطراف أوكلت أمر جالياتها للسيد برام أو لغيره؟

الواقع أن ورقة التوت سقطت وسقط معها قناع النضال الحقوقي المزيف، وانكشفت حقيقة الجميع لتتحطم كل المؤامرات الخبيثة على صخرة اللحمة الوطنية للموريتانيين عربا (بسمرهم وبيضهم)، وزنوجا.. إن الباطل كان زهوقا.

باه ولد سيد

أربعاء, 22/06/2016 - 13:54

          ​