لست ممن يعشقون الكتابة لغرض الكتابة فقط ولست ممن اعتادوا اسالة الحبر لترديد افكار ممجوجة تتماهى مع مزاج الناس في أي مناسبة.
أنا اخالني اكتب بعد ان فرضت علي الاحداث الكتابة فقط، اشعر بالفخر والاعتزاز أن موريتانيا قطعت اشواطا بعيدة لم يكن للانسان العادي ان يتخيلها في حساب الزمن التقليدي، فمن كان يظن ان بلادنا ستحتضن قمة عربية سمتها الجامعة العربية قمة الامل، ومن كان يظن ان بلادنا ستحصل في وقت قياسي على مطار بمواصفات دولية بامتياز يسمى مطار ام التونسي، ومن كان يظن ان بلادنا ستسابق الزمن لتنافس الدول الاوروبية في المجال البيومتري، فتكون وحدها من بين دول الساحل قد حسمت مشكلة الهوية، ومن كان يظن ان بلادنا ستترأس الاتحاد الافريقي فتجمع الاخوة الاعداء في مالي على طاولة واحدة وقبل ذلك في الكوت ديفوار وليبيا وبوركينا افاسو ومن كان يظن ان القوات الاممية ستضم بين افرادها كتيبة موريتانية تحقن الدم بين الاشقاء في وسط افريقيا والكوت ديفوار ومالي وغيرها ومن كان يظن ان قائدا موريتانيا سيجلس الى جانب الرئيس الامريكي جنبا الى جنب ليخاطب كبرياء وعنفوان وعظمة امريكا باسم القارة السمراء.
اعتقد ان هذه المكاسب الكبيرة التي اوردتها على سبيل المثال لا الحصر جديرة بالمحافظة عليها، اعتقد ان من يزايد عليها لا يمكن الا ان يكون حاسدا لليد التي صنعت هذه المكاسب انها اليد البيضاء لرئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز، أحذر الحاسدين من مصير من ابتلوا بالحسد وقد قال تعالى "أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله" صدق الله العظيم.
ادعو هنا تأسيسا على هذه المكاسب الجميع الى رص الصفوف الى التكاتف الى الوقوف بحزم في وجه الاراجيف التي تريد ان تفت في عضد هذا الشعب الابي الذي شق طريقه نحو المستقبل بثقة تحت القيادة النيرة لقائده السيد محمد ولد عبد العزيز.
اخاطب في الجميع حرصه على بقاء هذا البلد الذي هو حاضنة للجميع بمختلف مكوناته وفئاته، اذكر الجميع ان تنوع الشعب الموريتاني عامل قوة ومنعة وان العين السليمة هي تلك التي تحافظ بنفس العناية على التناغم بين سوادها وبياضها اذ لا يتأتى لاحدهما البقاء دون الاخر، فكلنا ضروري لبقاء الاخر وكلنا ضروري للاسهام في بناء هذا الوطن الغالي الذي هو بحاجة لجميع ابنائه ومكوناته بدون استثناء.
ليس هناك مجال بين ظهرانينا للمغرضين الذين باعوا هذا الوطن مقابل مكاسب هزيلة تنفخ فقط جيوبهم هم الذين لا يرون ابعد من اطماعهم الشخصية، فتاجروا بسمعة هذا البلد وباعوه في سوق النخاسة بثمن بخس وكانوا فيه من الزاهدين.
ادعو هؤلاء ايضا الى ان يتقوا الله في هذا الشهر الفضيل وان يمتنعوا عن هكذا تجارة وان يعطفوا على ابناء جلدتهم، فكفى مزايدة على حساب هذا المواطن المسكين الذي لا يجد أرضا تقله ولا سماء تظله غير هذا البلد الذي فيه ولد وعلى ارضه ترعرع وتحت ارضه سيدفن بعد عمر طويل باذن الله حافل بخدمة وطنه وشعبه.
ان المخاطر جمة ايها الموريتانيون وان التصدي لها مسؤولية الجميع ولا تحين مناص.
محمد فال ولد يوسف