
اعتبر محمد سالم ولد الهيبه، رئيس مجموعة "أتلانتيك ميديا" الإعلامية، أن حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم والحكومة المنبثقة منه، "لم يقدما للرئيس محمد ولد عبد العزيز وأغلبيته الصادقة غير اختلاق وإذكاء صراعات داخلية، والعمل على تقوية خصومه وزرع بذور الشقاق في صفوف داعميه الحقيقيين".
وأوضح ولد الهيبه، في تصريح صحفي، أن الرئيس محمد ولد عبد العزيز "حقق الكثير من الإنجازات الكبرى وتبنى القضايا الأساسية للموريتانيين؛ ومع ذلك يلاحظ اتساع دائرة التذمر والاستياء من السياسات المتبعة من قبل الحكومة التي يفترض أن تكون الأداة الأولى والأخيرة لتنفيذ برنامجه السياسي وتجسيد خياراته الوطنية الكبرى في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والدبلوماسية والأمنية"؛ مبرزا أن السر وراء هذه المفارقة المثيرة للدهشة يكمن أساسا في "انشغال الحكومة وذراعها السياسي المتمثل في حزب الاتحاد من أجل الجمهورية بمعارك وهمية ما تفتأ تختلقها ضد كل من يثبت صدق ولائه لرئيس الجمهورية وتمسكه بخيار التغيير البناء والنهضة الشاملة في موريتانيا، الذي يحمل لواءه بصدق وإيمان منذ توليه مقاليد السلطة قبل زهاء ثمان سنوات من الآن".
وأكد رئيس مجموعة "أتلانتيك ميديا" أن من يتولون تسيير الشأن العام على مستوى الحكومة، وسندهم الخلفي المتمثل في "أبرز المتنفذين في الحزب الحاكم لا شغل لهم في الواقع غير البحث عن مصالحهم النفعية الذاتية الضيقة، على حساب المصالح العامة للموريتانيين وعلى حساب المصلحة العليا للأمة والوطن"؛ وفق تعبيره؛ مشيرا إلى أن تطورات الأحداث في البلد؛ خاصة بعد خطاب رئيس الجمهورية في مدينة النعمة، كانت "كافية لتعرية حقيقة الولاء المزيف الذي يتشدق به هؤلاء"..
وأضاف: "كيف يمكن أن نفهم حملة الشتائم والقدح التي شنها قياديون في الحزب الحاكم وأعضاء بارزون في الحكومة ضد أهم مؤسسة دستورية في بلدنا تعتبر الغرفة العليا للسلطة التشريعية وأحد أسس النظام القائم؟.. كيف نفهم سر تهجم شخصية من داخل هرم الجهاز التنفيذي المتمثل في الحكومة، بمنتهى الوقاحة، على مشرعين موريتانيين يحظون بحصانة برلمانية حين وصفت تلك الشخصية الشيوخ الموقرين بأنهم لا يمثلون الشعب؛ واصفة منتخبي هذا الشعب المباشرين من مستشارين بلديين وعمد هم من انتخب أعضاء غرفة مجلس الشيوخ، بأنهم مجرد بائعي ضمائر في مزاد انتخابي موسمي...!"، واعتبر أن "أوضح دليل على فشل الحزب الحاكم وحكومته كان لجوء مستشاري رئيس الجمهورية إلى الخروج للرأي العام من أجل استدراك ومعالجة ما أفسده هؤلاء بتصريحاتهم وحملات شرحهم لمضامين الخطاب الرئاسي، حيث حرفوا تلك المضامين وانتهزوا تلك الحملة لصب الزيت على نار إخفاقاتهم وبذاءات طرحهم الضيق.. على الرغم من استعجالية وأهمية الملفات الوطنية الكبرى التي يتولى هؤلاء المستشارون والمكلفون بمهام في الرئاسة تحضيرها ومتابعة تنفيذها"، على حد تعبيره.
وقال ولد الهيبه: "من الواضح أن الحزب الحاكم والحكومة يعملان وفق أجندة سرية خاصة هدفها تفكيك أركان النظام ونسف الأغلبية الداعمة ـ بصدق وإخلاص ـ للرئيس محمد ولد عبد العزيز.. فبينما يركزان على مسرحيات توزيع مواد للإفطار في بعض الأحياء غير الآهلة بالمحتاجين، وحفلات داخل أرقى فنادق العاصمة، ويبتزان رجال الأعمال لتمويل تلك المسرحيات الممجوجة التي لا ينفقون عليها، في الواقع، خمس ما يجنون تحت شعارها؛ تكثف جهات معروفة بعدائها لموريتانيا، دولة وشعبا ورئيسا، من حملاتها الدعائية المسعورة والحاقدة على مرأى ومسمع من الجميع انطلاقا من بلد شقيق مجاور؛ دون أن نرى أو نسمع أي ردة فعل من الحكومة أو من حزبها.. لا بيان، لا تصريح، لا تململ...!.. كيف يجول أكبر دعاة الفتنة وبث الفرقة والكراهية بين مكونات الشعب الموريتاني الموحد، ويصول عبر وسائل إعلام دولة شقيقة مجاورة لديها الكثير من المصالح المشتركة مع بلادنا، يسب ويقدح ويشوه سمعة موريتانيا؛ في وقت تحتضن فيه تلك لدولة ألد أعداء وحدتنا الوطنية من حملة مشروع تقسيم بلدنا، ولا يصدر عن الحكومة أي تصريح رسمي ولا نرى بيانا واحدا باسم حزب لا يتقن غير البيانات والتصريحات النابية لمجرد ظهور موقف وطني صادق لا يمر عبر دوائره الضيقة المعتمة؟.. لقد بات جليا أن الرئيس محمد ولد عبد العزيز ونظامه مطوقان من قبل تحالف شيطاني يستميت في ارتهانه وتشديد العزلة من حوله؛ وهو أمر لن يتحقق أبدا في ظل تلاحم الغالبية الساحقة من الموريتانيين حول نهج بناء موريتانيا الجديدة وتحقيق نهضتها الكبرى؛ ووقوف كافة القوى الحية الوطنية من شباب ونساء وكهول سدا منيعا وترسا صلبا لصيانة وحماية وحدة واستقرار ومكاسب موريتانيا".
واستدل ولد الهيبة على فشل السياسة الإعلامية للحزب وحكومته، وانحراف خطابهما عن مسار المصلحة الوطنية، وخيارات البرنامج الوطني لرئيس الجمهورية؛ بما اعتبره "نجاح إذاعة موريتانيا وتوفيق مديرها العام الجديد، عبد الله ولد حرمة الله، في استضافة أكبر إعلامي ومفكر عربي معروف بسعة اطلاعه وبعد نظرته الإستراتيجية للواقع العربي والدولي الراهن ليتحدث عبر أثير الإذاعة الوطنية مشيدا بتجربة موريتانيا الفريدة في مجال الديمقراطية.. فقد اعتبر المحلل الإستراتيجي والكاتب الصحفي الفلسطيني عبد الباري عطوان؛ في حديثه للإذاعة من العاصمة البريطانية لندن، أن موريتانيا نجحت في رفع تحدي استضافة القمة العربية في ظرفية بالغة التعقيد والصعوبة".
ووصف رئيس مجموعة "أتلانتيك ميديا" حزب الاتحاد من أجل الجمهورية بأنه تحول إلى "حزب للافتات"؛ معتبرا أنه ـ بذلك ـ "احتل موقع حزب الاتحاد من أجل الديمقراطية والوحدة برئاسة الوزيرة البارزة الناها بنت مكناس، الذي كان البعض يسميه؛ قبل سنوات، حزب الشراويط.. بينما عجز حتى عن تبوء مكانته كحزب حاكم حقيقي؛ على عكس الحزب الجمهوري الديمقراطي الاجتماعي؛ رغم قيامه على أنقاضه؛ إذ كان حزب الرئيس الأسبق معاوية ولد الطائع يوائم بين مناصب أمينه العام وأعضاء مكتبه التنفيذي؛ وبين الحقائب الوزارية، حيث كان منصب الوزير الأول مقابلا في الحزب لمنصب الأمين العام وكل وزير يقابله عضو في المكتب التنفيذي للحزب حسب قطاعه الوزاري؛ وكان مقر الحزب يشهد اجتماعا يوميا يجمع الوزراء بأعضاء المكتب التنفيذي، مباشرة بعد انتهاء الدوام الرسمي للحكومة".